शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
अन्वेषक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وهذا من عجائبه وغرائبه . | ومنها أن الغالب على شرفاء الناس ومن هو من أهل بيت السيادة والرياسة أن يكون ذا كبر وتيه وتعظم وتغطرس ، خصوصا إذا أضيف إلى شرفه من جهة النسب شرفه من جهات أخرى ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يفي مصاص الشرف ومعدنه ومعانيه ، لايشك عدو ولا صديق أنه أشرف خلق الله نسبا بعد ابن عمه صلوات الله عليه ، وقد حصل له من الشرف عير شرف النمسب جهات كثيرة متعدجدة ، قد ذكرنا بعضها ، ومع ذلك فكان أشد الناس تواضعا لصغير وكبير ، وألينهم عريكه ، وأسمحهم عريكة ، وأسمحهم خلقا ، وأبعدهم عن الكثر ، وأعرفهم بحق ، وكانت هذه في كلا زمانيه ، زمان خلافته ، والزمان الذي قبله ، لم تغيره الإمرة سجيته وما برح أميرا لم يستفد بالخلافة شرفا ، ولا اكتسب بها زينة ، بل هو قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ، ذكر ذلك الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في تاريخه المعروف بالمنتظم تذاكروا عند أحمد أب يبكر وعلي وقالوا فأكثروا فرفع رأسه إليهم ، وقال لقد أكثرتم إن عليا لم تزله الخلافة ، ولكنه زالها ، وهذا الكلام دال بفحواه ومفهومه على أن غيره ازدان بالخلافة وتممت نقصه ، وأن عليا عليه السلام لم يكن فيه نقص يحتاج إلى أن يتمم بالخلافة ، وكانت الخلافة ذات نقص يفي نفسها ، فتم نقصها بولايته إياها . | ومنها أن الغالب على ذوي الشجاعة وقتل الأنفس وإراقة الدماء أن يكونوا قليلي الصفح ، بعيدي العفو ، لأن أكبادهم واغرة ، وقلوبهم ملتهبة ، والقوة الغضبية عندهم شديدة ، وقد علمت حال أمير المؤمنين عليه السلام في كثرة إراقة الدم وما عنده من الحلم والصفح ، ومغالبة هوى النفس ، ولقد رأيت فعله يوم الجمل ، ولقد أحسن مهيار في قوله : |
حتى إذا دارت بغيهم
عليهم وسبق السيف العذل
عاذوا بعفو ماجد معود
للعفو حمال لهم على الملل
فنجت البقيا عليهم من نجا
وأكل الحديد منهم من أكل
पृष्ठ 39