163

शरह नहज बलाघा

شرح نهج البلاغة

संपादक

محمد عبد الكريم النمري

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1418 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

وأيضا ، فإن المصدر الذي لا عامل فيه غير جائز حذف عامله ، وتقدير حذفه تقدير ما لا دليل عليه . وهبلته أمه ، بكسر الباء : ثكلته . وقوله : لقد كنت وما أهدد بالحرب ، معناه : ما زلت لا أهدد بالحرب ، والواو زائدة . وهذه الكلمة فصيحة كثيرا ما تستعملها العرب . وقد ورد في القرآن العزيز كان بمعنى ما زال في قوله : ' وكان الله عليما حكيما ' ونحو ذلك من الآي ، معنى ذلك : لو يزل الله عليما حكيما . والذي تأوله الله تعالى في : تكملة الغرر والدرر ، كلام متكلف ، والوجه الصحيح ما ذكرناه .

وهذه الخطبة ليست من خطب صفين كما ذكر الراوندي ، بل من خطب الجمل ، وقد ذكر كثيرا منها أبو مخنف رحمه الله تعالى ، قال : حدثنا مسافر بن عفيف بن أبي الأخنس قال : لما رجعت رسل علي عليه السلام من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب ، قام فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أيها الناس إني قد راقبت هؤلاء القوم كي يرعووا أو يرجعوا ، ووبختهم بنكثهم ، وعرفتهم بغيهم فلم يستحيوا ، وقد بعثوا إلي أن ابرز للطعان ، واصبر للجلاد ، وإنما تمنيك نفسك أماني الباطل ، وتعدك الغرور . ألا هبلتهم الهبول ، لقد كنت وما أهدد بالحرب ، ولا أرهب بالضرب ! ولقد أنصف القارة من راماها ، فليرعدوا وليبرقوا ، فقد رأوني قديما ، وعرفوا نكايتي ، فكيف رأوني ! أنا أبو الحسن ، الذي فللت حد المشركين ، وفرقت جماعتهم . وبذلك القلب ألقى عدوي اليوم ، وإني لعلى ما وعدني ربي من النصر والتأييد ، وعلى يقين من أمري ، وفي غير شبهة من ديني .

أيها الناس ، إن الموت لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب ، ليس عن الموت محيد ولا محيص ، من لم يقتل مات .

إن أفضل الموت القتل ، والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش ، اللهم إن طلحة نكث بيعتي ، وألب على عثمان حتى قتله ، ثم عضهني به ورماني .

اللهم فلا تمهله . اللهم إن الزبير قطع رحمي ، ونكث بيعتي ، وظاهر علي عدوي ، فاكفنيه اليوم بما شئت ، ثم نزل .

خطبة علي في المدينة

पृष्ठ 183