शरह नहज बलाघा

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
147

शरह नहज बलाघा

شرح نهج البلاغة

अन्वेषक

محمد عبد الكريم النمري

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1418 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

إذا حاص عينيه كرى النوم

وفي بعض الروايات : من أبدى صفحته للحق هلك عند جهلة الناس ، والتأويل مختلف ، فمراده على الرواية الأولى - وهي الصحيحة - من كاشف الحق مخاصما له هلك ، وهي كلمة جارية مجرى المثل . ومراده على الرواية : الثانية : من أبدى صفحته لنصرة الحق غلبه أهل الجهل لأنهم العامة وفيهم الكثرة ، فهلك .

وهذه الخطبة من جلائل خطبه عليه السلام ومن مشهوراتها ، قد رواها الناس كلهم ، وفيها زيادات حذفها الرضي ، إما اختصارا أو خوفا من إيحاش السامعين ، وقد ذكرها شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبين على وجهها ، ورواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى .

قال : خطبة خطبها أمير المؤمنين علي عليه السلام بالمدينة في خلافته حمد الله وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ألا لا يرعين مرع إلا على نفسه . شغل من الجنة والنار أمامه . ساع مجتهد ينجو ، وطالب يرجو ، ومقصر في النار ، ثلاثة واثنان : ملك طار بجناحيه ، ونبي أخذ الله بيده ؛ لا سادس . هلك من ادعى ، وردي من اقتحم . اليمين والشمال مضلة ، والوسطى الجادة ، منهج عليه باقي الكتاب والسنة وآثار النبوة . إن الله داوى هذه الأمة بدواءين : السوط والسيف ؛ لا هوادة عند الإمام فيهما . استتروا في بيوتكم ، وأصلحوا ذات بينكم ، والتوبة من ورائكم . من أبدى صفحته للحق هلك . قد كانت لكم أمور ملتم فيها علي ميلة لم تكونوا عندي فيها محمودين ولا مصيبين . أما إني لو أشاء لقلت ، عفا الله عما سلف . سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همته بطنه . ويحه لو قص جناحاه ، وقطع رأسه لكان خيرا له ! انظروا فإن أنكرتم فأنكروا ، وإن عرفتم فآزروا . حق وباطل ، ولكل أهل .

ولئن أمر الباطل لقديما فعل ، ولئن قل الحق لربما ولعل ، وقلما أدبر شيء فأقبل . ولئن رجعت إليكم أموركم إنكم لسعداء ، وإني لأخشى أن تكونوا في فترة ، وما علينا إلا الاجتهاد .

पृष्ठ 167