शरह नहज बलाघा
شرح نهج البلاغة
अन्वेषक
محمد عبد الكريم النمري
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
نازع أبو سفيان أبا بكر في أمر فأغلظ له أبو بكر ، فقال له أبو قحافة : يا بني ، أتقول هذا لأبي سفيان شيخ البطحاء ! قال : إن الله تعالى رفع بالإسلام بيوتا ، ووضع بيوتا ، فكان مما رفع بيتك يا أبت ، وما وضع بيت أبي سفيان .
ومن كلام له لما أشير عليه بألا يتبع
طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال :
الأصل : والله لا أكون كالضبع تنام على طول اللدم ؛ حتى يصل إليها طالبها ، ويختلها راصدها ، ولكني أضرب بالمقبل إلى الحق المدبر عنه ، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبدا ، حتى يأتي علي يومي ، فوالله ما زلت مدفوعا عن حقي ، مستاثرا علي منذ قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يوم الناس هذا .
الشرح : يقال : أرصد له بشر ، أي أعد له وهيأه ، وفي الحديث : ' إلا أن أرصده لدين علي ' . واللدم : صوت الحجر أو العصا أو غيرهما ، تضرب به الأرض ضربا ليس بشديد .
ولما شرح الراوندي هذه اللفظات ، قال : وفي الحديث : والله لا أكون مثل الضبع تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد ، وقد كان - سامحه الله - وقت تصنيفه الشرح ينظر في صحاح الجوهري وينقل منها ، فنقل هذا الحديث ظنا منه أنه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس كما ظن ، بل الحديث الذي أشار إليه الجوهري هو حديث علي عليه السلام الذي نحن بصدد تفسيره .
ويختلها راصدها : يخدعها مترقبها ، ختلت فلانا : خدعته . ورصدته : ترقبته . ومستأثرا علي ، أي مستبدا دوني بالأمر ، والاسم الأثرة ، وفي الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم قال للأنصار : ' ستلقون بعدي أثرة ، فإذا كان ذلك فاصبروا حتى تردوا علي الحوض ' .
والعرب تقول في رموزها وأمثالها : أحمق من الضبع ، ويزعمون أن الصائد يدخل عليها وجارها ، فيقول لها : أطرقي أم طريق ، خامري أم عامر ، ويكرر ذلك عليها مرارا . معنى أطرقي أم طريق طأطئي رأسك ، وكناها أم طريق لكثرة إطراقها ، على فعيل كالقبيط للناطف ، والعليق لنبت . ومعنى خامري الزمي وجارك واستتري فيه ، خامر الرجل منزله إذا لزمه .
قالوا : فتلجأ إلى أقصى مغارها وتتقبض ، فيقول : أم عامر ليس في وجارها ، أم عامر نائمة ، فتمد يديها ورجليها وتستلقي ، فيدخل عليها فيوثقها ، وهو يقول لها : أبشري أم عامر بكم الرجال ، أبشري أم عامر بشاء هزلى ، وجراد عظلى ، أي يركب بعضه بعضا ، فتشد عراقيبها فلا تتحرك ، ولو شاءت أن تقتله لأمكنها ، قال الكميت :
فعل المقرة للمقا . . . لة خامري يا أم عامر
وقال الشنفرى :
لا تقبروني إن قبري محرم . . . عليكم ولكن خامري أم عامر
إذا ما مضى رأسي وفي الرأس أكثري . . . وغودر عند الملتقى ثم سائري
पृष्ठ 139