============================================================
ص: (وأما الحثم العفلي(1). فهو إثباث آفر او تفيه من غير توقف على تكذر ولا وضع واضع).
ش: إنما آضيف هذا الحكم إلى العقل - وإن كانت الآخكام كلها لا تذرك إلا بالعقل -؛ لآن مجرد العقل، بدون فكرة آو معها، كاف في إذراك هذا الحكم.
فقؤلنا: "إثبات أمر"، مثاله: الواحد نضف الاثنين.
وقولنا : "أو تفيه"، مثاله : الثلاثة ليست نضف الأزبعة.
وهذا القيد - وهو قؤلنا : "إثبات أمر أو نفيه" - جنس للحد.
وقؤلنا: "من غير توقف على تكرر" فضل يخرج به الحكم العادي، اعلم أولا أن الضمير في: لوجوده" عائد إلى الأكل، والضمير في: "نقيضه" إليه أيضا، والنقيض هو عدم الأكل، والمسبب هو الشبع، وضده هو الجوع، وضمير التثنية في: "أو نقيضهما" عائد إلى المسبب وإلى ضده وهما الشبع والجوع، ونقيضهما هو عدم الشبع وعدم الجوع، فاستخراج الأقسام الأربعة ظاهر، ووجهه أنك تنظر ما يرتبط بكل قسم؛ فيرتبط وجود الشبع - المسيب- بوجود الأكل - السبب-، هذا قسم (وهو ربط وجوو بوجودا وهو ظاهر.
ثم تأخذ نقيض الشبع - وهو عدمه- تلقاه يرتبط مع نقيض الأكل- وهو عدمه- وهو ربط عدم بعدم، وهذا قسم ثان وهو ظاهر آيضا. ثم تأخذ ضد الشبع- وهو الجوع - تلقاه يرتبط مع نقيض الأكل- وهو عدمة- وهو ربط عدم بعدم، وهذا قسم ثان وهو ظاهر أيضا: ثم تأخذ ضد الشبع - وهو الجوع - تلقاه يرتبط مع نقيض الأكل- وهو عدمه- وهو ربط وجود بعدم، وهذا قسم ثالث، وهو ظاهر أيضا.
ثم تأخذ نقيض الجوع - وهو عدمه - تلقاه يرتبط بوجود الأكل، وهو ربط عدم بوجوة، وهذا القسم الرابع وهو ظاهر أيضا كما ترى، ولله الحمد والمنة: (1) ح: قوله: "العقلي"، نسبة إلى العقل، وهو غريزة يتأتى بها درك المعقولات. وإليه يرجع ما قاله الإمام مالك من آنه نور يميز به بين الحق والباطل.
पृष्ठ 79