============================================================
() المشهورة(1) بالخلاف، وهي: هل الجهل بصفات مؤلانا - جل وعز- وإثبات ضدها له مما لا يليق به - جل وعلا - كاثبات الجسشمية له والجهة ونخو ذلك مما هو مستحيل عليه تبارك وتعالى، هل يضدق على معتقد ذلك آنه جاهل بالمؤلى - تبارك وتعالى- أم لا؟
والأظهر أنه جاهل به - جل وعلا - كما اختار أبو عمران - رحمه الله تعالى-، فعلى هذا من جهل صفة الحكم العادي بآنه رثط اقتران جغلي يصح كثيرة، ودخل بغداد، وحضر مجلس القاضي أبي بكر الباقلاني، وسمع منه ومن غيره، ثم انصرف إلى القيروان فأقرأ بها القرآن مدة، ودرس الفقه وأسمع الحديث، واشتهر الشهرة التامة، وطارت فتاويه في المشرق والمغرب، ورحل إليه طلبة العلم من البلاد وظهرت إمامته، وتفقه عليه جماعة كثيرة، وكان غاية في الذكاء، فيحكى أن رجلا بالقيروان قال: أنا خير البرية! فهمت به العامة، فحمل إلى أبي عمران، فقال له: أنت مؤمن؟ قال: نعم. قال: تصلي وتصوم وتفعل الخير؟ قال: ونعم. قال: اذهب بسلام! قال الله تعالى: إن الزين امنوأ وعملوا الصللحت أولكيك هر خير البرية [البينة: 7]، فانفض الناس عنه. توفي سنة (430 ه)، ودفن بداره في القيروان.
(1) ح: ذكر صاحب تاريخ القيروان أنه وقع بها نزاع للعلماء في أن الكفار هل يعرفون الله آم لا؟ وتجاوز ذلك إلى العامة واشتد الخصام بينهم حتى كادوا يفضون إلى القتال، فقال قائل: لو ذهبتم إلى الشيخ أبي عمران لشفانا في هذه الحادثة، فقام أهل السوق بجماعتهم حتى أتوه في داره فقالوا: أصلحك الله، قد بلغك ما جرى لنا في هذه المسألة، فقال لهم: إن أنصتم وأحسنتم الاستماع أخبركم بما عندي، فقالوا: ما نحب إلا جوابا بينأ على قدر أفهامنا، فقال: لا يكلمني منكم إلا واحد ويسمع الباقون، فقصد واحد منهم فقال له: أرأيت لو قلت لرجل: أتعرف الشيخ أبا عمران؟ فقال: نعم، فقلت: صفه لي، فقال: هو رجل يبيع البقل والحنطة والزيت بسوق بني هاشم ويسكن صبرة، أكان يعرفني؟ قال: لا! قال: فلو قلت لرجل آخر: أتعرف أبا عمران الفاسي، قال: نعم! هو رجل يدرس العلم ويفتي الناس ويسكن بقرب السماط، أكان يعرفني؟ فقال: نعم! فقال لهم الشيخ: فكذلك الكافر إذا قال: إن لمعبوده صاحبة وولدا وأنه جسم وعبد من هذه صفته فلم يعرف الله ولم يصفه بصفته ولم يقصد بعبادته إلا من هذه صفته، وهو بخلاف المؤمن الذي يقول: إن معبوده لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد . فدعوا له ولم يخوضوا في المسألة بعد هذا المجلس.
पृष्ठ 76