============================================================
بالمولى الكريم - جل وعلا- فيقابل الإساءة إليه بالإحسان، وظلم من ظلمه بجميل العفو والغفران"(1).
هذا كلامه - رحمه الله تعالىب وقد نال حظه من اسمه تعالى "الحليم" اكمل نوال، وتخلق به على أحسن الأحوال، فظهر منه الصفح والمسامحة والغفران، بل ومقابلة الإساءة بالإحسان؛ وقد قال الملالي في ذلك الشأن: "أما حلمه ه فكان من شأنه أنه لا ينتقم لنفسه، ولا ينتصر لها، فمن عظيم حلمه آنه ربما يقال فيه ما يكره سمعه، فيتعامى عنه ويرى من نفسه آنه لم يكن شيء من ذلك، ولا يؤثر ذلك فيه بالكلية، بل سماغه لذلك وعدم سماعه على حذ السواء عنده، وربما يظهر البشر والتبسم عند ذلك. ولقد تكلم رجل بحضرته بكلام قبيح جذا يرجع قبحه إلى الشيخ، حتى خجل بعض العارفين من قبح كلامه، وهم أحد أن يسبه وأن يقيمه من مكانه ويطرده، فأخذ الشيخ ه يتبسم من كلام الرجل وئظهر له البشر والبشاشة في وجهه، بحيث يظن بالرجل آنه لم يصدر منه سوع، وإنما صدر منه شيء حسن".
وقد ساق الملالي وقائع أخرى تدل على عظيم حلمه رحمه الله تعالى، إلى أن قال: "فهكذا كانت سيرته مع الخلق، فتجده لا يحقد على أحد، ولا يظهر العبوسة في وجه من أساء إليه، بل إذا لقيه الرجل الذي تكلم في عرضه بداه الشيخ بالسلام، وفاتحه بالكلام والتحية والإعظام، ولا يظهر له ما يدل على الملام حتى يعتقد المعتقد أن ذلك الرجل صديقه وحبيبه، ثم إذا غاب الرجل بحث الشيخ عليه، فإن قيل له: إنه بخير، حمد الله على ذلك. وإن قيل له: إنه مريض، عاده. وإن مات خرج لجنازته إن أمكنه ذلك. هكذا كان حاله مع من تكلم في عرضه، فكيف بغيره؟! حتى لا يميز الإنسان بين صديقه وعدوه وقريبه وبحيده" الفصل الحادي عشر: في ورعه.
قال الملالي: "وأما ورغه ظبه فلا شك ولا خفاء أنه كان أورع أهل (1) شرح الأسماء الحسنى، ص(39).
पृष्ठ 34