============================================================
كلاما لتلميذه الملازم له الشيخ الملالي يلخص مقصود هذا الفصل، إذ قال رحمه الله تعالى- مقسما: فوالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه، ما رأت عيناي أحسن خلقا، ولا أوسع صدرا، ولا أكرم نفسا، ولا أعطف قلبا، ولا أحفظ عهدا وودا، ولا أكثر علما وفهما من الشيخ سيدي ومولاي محمد السنوسي رضي الله تعالى عنه ونفعنا به. ولقد كان مع جلالة قذره وغلو منزلته و سعة علمه يقف مع الصغير، ويوقر الكبير، ويبدأ بالسلام، ويجالس الضعفاء، ويتواضع للفقراء، وقد اتبع في هذه الخصال كلها أفضل الخلق وأفضلهم عند الحق تعالى سيد الأولين والآخرين سيدنا ونبينا ومولانا محمد، فإنه كان لين الخلق، كريم الطبع، حسن المعاشرة، بساما من ير ضحك، متواضعا من غير مذلة، رقيق القلب، رحيما بكل مسلم، ويسلم مبتدئا، ويصافح الغني والفقير إلى غير ذلك من عظيم تواضعه، وعلى هذا النمط كان أصحابه الأخيار من العلماء والأولياء والأتقياء والأصفياء كالشيخ السنوسي رضي الله تعالى عنه، فإنه قد اقتدى بأشرف الخلق سيدنا ومولانا محمد لة في ظاهره وباطنه" اه.
الفصل التاسع: في زهده.
عرف الإمام السنوسي الزهذد في شرحه على العقيدة الصغرى بقوله: الونعني بالزهد: خلو الباطن من الميل إلى فان، وفراغ القلب من الثقة بزائل، وإن كانت اليذ مغمورة بمتاع حلال فعلى سبيل العارية المحضة، وتصرفه فيه بالإذن الشرعي تصرف الوكالة الخالصة، ينتظر العزل عن ذلك التصرف بالموت أو غيره مع كل نفس، وذلك ينفي عن النفس التعلق بما لا بد من زواله(1)".
وقد بين الملالي تحقق اتصاف الإمام السنوسي بهذه الصفة الجليلة قائلا: "اوأما زهده ظبه في الدنيا، والإعراض عنها وعن زهرتها، وبغضه لها أشد البغض، فمعلوم ضرورة عند الخاص والعام؛ قال ابن عطاء الله ظللبه: (1) شرح أم البراهين، ص(230)، مطبوع بهامش حاشية الدسوقي عليه.
पृष्ठ 31