============================================================
وقد أشار الملالي إلى أهمية علم أصول الدين عند الإمام السنوسي قائلا: "وسمعته - رضي الله تعالى عنه - يقول ما معناه: إنه ليس ثم علم من العلوم الظاهرة يورث المعرفة بالله تعالى والخشية منه والمراقبة إلا علم التوحيد، وبه يفتح الله له فهم سائر العلوم كلها، وعلى قدر معرفته به يزداد خوفه من المولى تبارك وتعالى وقربه منه". اه.
وقال أيضا: "ولا شك أن الشيخ الولي العارف بالله تعالى سيدي محمد السنوسي رضي الله تعالى عنه - قد انفرد بمعرفة علم التوحيد في غاية المعرفة، ولم يشاركه فيها أحد، وعقائده المشهورة تنبئك عن ذلك، ويكفيك في ذلك عقيدته الصغرى التي يتداولها العام والخاص شرقا وغربا، لا يعادلها شيء من عقائد العلماء ولا ممن تقدم ولا ممن تأخر؛ لما فيها من إدخال جميع عقائد الايمان تحت كلمتي الشهادة (1)". اه.
وقال أيضا: "وبالجملة، فشيخنا ومولانا وسيدنا وإمامنا لا يعادله أحد في معرفته بالتوحيد ولا نظير له فيه، بل لا نظير له في كل شيء، ولا تجد بعده من يشفي لك الغليل ويزيل داء الشكوك والشبه والدواهي المعضلة من القلب العليل، ولم يبق في هذا الزمان - الكثير الشر القليل الخير - في الغالب إلا من يحفظ المسائل من الكتب من غير تحقيق ولا دليل"(2) .
وفيما يلي ثبت بجميع مؤلفات الامام السنوسي على الترتيب الذي أورده الشيخ الملالي: 1 - "المقرب المستوفي في شرح فرائض الحوفي". قال الملالي (3): وهو شرح كبير الجرم، كثير العلم، وهو أول ما ألف من الكتب، ألفه وهو ابن تسعة عشر سنة أو ثمانية عشر سنة على اضطراب في ذلك، وقد أشار الشيخ ظله إلى ذلك في آخر هذا الشرح فقال: كنت جمعت هذا التقييد في زمن الصغر، قاصدا بذلك نفع نفسي لعدم تمكني من شرح أستعين به على فهم هذا الكتاب: (1) المواهب القدوسية، ص(78) (2) المواهب القدوسية، ص(80).
(3) ذكر الملالي هذه التصانيف في المواهب ص (203- 215).
पृष्ठ 22