============================================================
ونفوا عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين، فكانوا لقواعد الشريعة الإسلامية الخاتمة الحصن الحصين، ومن أولئك العلماء الربانيين الإمام السنوسي الذي نال إلى جانب شرف النسب شرف الدفاع عن قواعد وأصول الدين، حتى صارت مصنفاته منذ القرن التاسع للهجرة إلى يومنا هذا محط أنظار الفقهاء والمدرسين، والمرجع لطلبة العلوم الشرعية سيما علم أصول الدين، فقد كان من أجل المصنفين فيه وأنصحهم للأمة المحمدية، ولنصحه فقد ألف فيه تآليف عديدة ما بين وجيز ويسيط، وكبير ووسيط، ولم يقنع مع ذلك إلا بشرح مؤلفاته وتحليل تعقيد مصنفاته، ولم يكل ذلك إلى غيره ليغتنم أجر النصح ونشره، فألف العقيدة الكبرى وشرحها، وأتبعها بالوسطى ويسطها، وألف الصغرى وصغراها، فاخرج منها ماعها ومرعاها، وبالجبال الشامخة من البراهين القاطعة والأدلة الساطعة قواها، ثم شفع ذلك بالمقدمات، فحررها بالضوابط والمقالات، وأتبعها بشرح فصل ما جاء فيها من المجملات، فكان مدخلا نافعا لجميع المصنفات العقدية، لا غنى عنه لمن أراد الارتقاء بفهمه وإحكام قواعد الأصول الدينية. وها نحن بفضل الله تعالى وتوفيقه نحققه ونقدمه للباحثين وطلبة العلوم الشرعية، راجين منه تقلل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله منا بجاه المصطفى خير البرية.
पृष्ठ 12