Sharh Muqaddimat al-Tashil li-Ulum al-Tanzil li-Ibn Juzayy
شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي
प्रकाशक
دار ابن الجوزي
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣١ هـ
शैलियों
قارئًا، فقد كُتِب بين يديه، وكان يراجعه على جبريل يعارضه؛ لذا فإن الأصل ألا يتعدى الصحابة ما تعلموه من الرسول ﷺ؛ لأنه هو الذي وكِلت إليه مهمة بيان القرآن وتعليمه للناس، وهذه قاعدة كلية يجب استصحابها في كل ما يتعلق بالقرآن، مثل ما يتعلق بترتيب آياته وسوره، وما يقال بعد ذلك يكون خلاف الأصل.
ومن أدلة ذلك:
ما رواه البخاري في صحيحه، عن ابن الزبير: «قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا﴾ [البقرة: ٢٣٤] قَدْ نَسَخَتْهَا الآيَةُ الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا أَوْ تَدَعُهَا؟! قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لاَ أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْهُ مِنْ مَكَانِهِ».
قوله: (فلما توفي رسول الله ﷺ قعد علي بن أبي طالب ﵃ في بيته فجمعه على ترتيب نزوله).
هذا الأثر الوارد عن علي ﵁ أنه جلس في بيته وجمع القرآن وكتب مصحفه على ترتيب النزول ليس بصحيح، وقد ضعفه ابن حجر (ت:٨٥٢هـ) لانقطاعه، ثم قال: (وعلى تقدير أَن يكون محفوظًا فمراده بجمعه: حفظه في صدره)، ثم قال: (وما تقدم من رواية عبد خير عن علي أصح، فهو المعتمد) (١)، ويقصد برواية عبدِ خيرٍ: ما رواه ابن أبي داود (ت:٣١٦هـ) في المصاحف بسند حسن عن عبد خير قال: سمعت عليًّا يقول: «أعظم النَّاس فِي المصاحف أجرًا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع كتاب الله» (٢).
(١) فتح الباري، كتاب فضائل القرآن، باب جمع القرآن، ورقم الحديث (٤٩٨٦) ٨/ ٦٢٩.
(٢) المصاحف لابن أبي داود، ١/ ١٥٤.
1 / 36