16

Sharh Muqaddimat al-Tashil li-Ulum al-Tanzil li-Ibn Juzayy

شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي

प्रकाशक

دار ابن الجوزي

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣١ هـ

शैलियों

على الحقيقة محله القلب؛ لأنه ضدُّ النسيان، والتسبيح نوع من الذكر، فلو أطلق الذكر والتسبيح لما فُهِم منه إلا ذلك، دون اللفظ باللسان، والله ﷿ إنما تعبَّدنا بالأمرين جميعًا، ولم يتقبل من الإيمان إلا ما كان قولًا باللسان، واعتقادًا بالجَنان، فصار معنى الآيتين على هذا: اذكر ربك وسبح ربك بقلبك ولسانك، ولذلك أقحم الاسم تنبيهًا على هذا المعنى حتى لا يخلو الذكر والتسبيح من اللفظ باللسان؛ لأن الذكر بالقلب مُتَعَلَّقُه المسمى المدلول عليه بالاسم دون سواه، والذكر باللسان متعلَّقه اللفظ وما يدلَّ عليه؛ لأن اللفظ لا يراد لنفسه، فلا يتوهم أحد أن اللفظ هو المسبَّح دون ما يدل عليه من المعنى، هذا ما لا يذهب إليه خاطر، ولا يتوهَّمُه ضمير، فقد وضحت تلك الحكمة التي من أجلها أُقحِم ذكر الاسم، وأنه به كملت الفائدة، وظهر الإعجاز في النظم والبلاغة في الخطاب. فهذه نكتة لمتدبرها خير من الدنيا بحذافيرها، والحمد لله على ما فَهَّمَ وعَلَّم) (١). ومن لطيف ما نقله ابن القيم (ت٧٥١هـ) عن شيخه ابن تيمية (ت٧٢٨هـ) في هذه الآية قوله: «وعبَّر لي شيخنا أبو العباس ابن تيمية - قدس الله روحه - عن هذا المعنى بعبارة لطيفة وجيزة فقال: المعنى: سبِّح ناطقًا باسم ربك متكلمًا به، وكذا سبح اسم ربك؛ «المعنى: سبِّح ربك ذاكرًا اسمه، وهذه الفائدة تساوي رحلة، لكن لمن يعرف قدرها، فالحمد لله المنان بفضله ونسأله تمام نعمته» (٢). ثم قال ﵀: (الفائدة الثالثة: إيضاح المشكلات إما بحل العقد المقفلات، وإما بحسن العبارة ورفع الاحتمالات وبيان المجملات).

(١) نتائج الفكر، للسهيلي، تحقيق محمد البنا، ص٤٤، ٤٥. (٢) بدائع الفوائد ١/ ١٩.

1 / 18