وقال لقمان (١) لابنه: "يا بني اتخذ تقوى الله تجاره يأتيك الربح من غير بضاعة".
والدين في اللغة: الجزاء والمكافأة، دانه دينا أي جازاه، يقال (كما تدين تدان) (٢) والدين أيضًا الطاعة (٣).
وأما في الإصلاح: "فهو الشريعة الواردة على لسان النبي ﷺ".
وأما الأصل فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى لكن فرق بعض أهل اللغة بين الأصل والأسّ (٤). فقال: الأس لا يكون إلا أصلًا، وليس كل أصل أسا، وذلك أن أس الشيء لا يكون فرعًا لغيره مع كونه أسّا، وأصل الشيء يجوز أن يكون فرعا لغيره مع كونه أصلًا.
مثال ذلك: أن أصل الحائط يسمى أس الحائط، وفرع الحائط لا يسمى أس الغرفة.
_________
(١) هو لقمان بن باعورا بن ناحور بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم ﵇ كذا نسبه محمد بن إسحاق وقيل في اسمه غير ذلك. عاش ألف سنة وأدرك داود ﵇ وأخذ العلم عنه. واختلف فيه هل هو نبي أم وليّ؟ والأرجح أنه كان وليّا وقد أعطاه الله الحكمة قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ الآية واسم ابنه "ثاران"، قال السهيلي: وقيل غير ذلك.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (ق ١ ج ٢) ص (٢٧١)، والمعارف لابن قتيبة ص ٥٥، وتفسير القرطبي (١٤/ ٥٩)، وفتح القدير للشوكاني (٤/ ٢٣٧).
(٢) أي "كما تُجازي تجازَى"، و"كما تعمل تجازى".
انظر: مجمع الأمثال للميداني (٢/ ١٣٢).
(٣) انظر: الصحاح للجوهري (٥/ ٢١١٨) مادة "دين".
(٤) قال في القاموس: "الأس والأسس والأساس: كل مبتدأ شيء" لسان العرب (٦/ ٦).
1 / 13