فقالت: والله ما أدري أهو زوجي أم لا. ولكن انحروا له جزورًا فأطعموه من كرشها وذنبها.
ففعلوا: فلما أتوه بذلك قال: وأين الكبد والسنام والملحاء١؟
فأبى أن يأكل فقالت: اسقوه لبنًا حازرًا.
فأبى أن يشربه وقال: فأين الصريف والرثيئة٢؟
فقالت: افرشوا له عند الفرث والدم. فأبى أن ينام وقال: افرشوا لي فوق التلعة٣ الحمراء واضربوا لي عليها خباء.
ثم أرسلت إليه: هلمَّ شريطتي عليك في المسائل الثلاث.
فقال لها: سلي عما شئت. فقالت: مم يختلج كشحاك٤؟
قال: للبسي الحبرات٥.
قالت: فمم تختلج فخذاك؟
قال: لركضي المطيات٦.
قالت: هذا زوجي لعمري فعليكم به واقتلوا العبد.
فقتلوه وتزوج بالجارية.
_________
١ السنام حدبة في ظهر البعير. الملحاء: لحم في صلب البعير، أي ظهره، من الكاهل إلى العجز.
٢ الصريف: اللبن الصرف غير المخلوط، الرثيئة: اللبن الحامض يخلط بالحلو.
٣ التلعة: ما علا من الأرض.
٤ يختلج: يضطرب. كشحاك: خصراك، الواحد كشح.
٥ الحبرات: الواحدة حبرة: نوع من برود اليمن.
٦ ركضي: ضربي برجلي. المطيات: ما يتمطى، يركب الواحدة مطية.
تصعلكه: ثم لم يزل امرؤ القيس مع صعاليك العرب حتى أتاه خبر مقتل أبيه وهو بدمُّون من أرض اليمن وقيل: من الشام. وأخبر ابن السكيت: أن حجرًا أباه لَمَّا طعنه بعض
تصعلكه: ثم لم يزل امرؤ القيس مع صعاليك العرب حتى أتاه خبر مقتل أبيه وهو بدمُّون من أرض اليمن وقيل: من الشام. وأخبر ابن السكيت: أن حجرًا أباه لَمَّا طعنه بعض
1 / 21