الحاكم بكونها من الكمالات التي ينبغي ان تقتنى فإنه يجب على العاقل ان لا ينظر (1) إلى الشخص من حيث إنه موصوف بتلك الكمالات الوهمية ولا يعتبره ويلتفت (2) إليه (3) من هذه الجهة، وكذلك لا يعتبره من حيث إنه ذو فقر ومسكنة أو في اطمار ورثاثة حال أو انه ليس من الأصول الشريفة والاباء المعرقة (4) فيرفضه لذلك ويستنقصه فان المرء بأصغريه، قلبه ولسانه، ولا يغرنك جل تحته دبر (5) فان ما يعد في الظاهر كمالا لو كان هو الكمال الحقيقي لكان الأحق به والأولى سيد المرسلين والكامل من عباد الله ولما منح البعداء عن واهب الكل من ذلك الكمال مثقال خردلة، والتاليان باطلان فالمقدم كذلك اما الملازمة فلان العناية الإلهية جلت عن وضع الأشياء إلا في مواضعها، واما التاليان فظاهر البطلان بل يعتبره (6) من أقواله المستلزمة لنقصانه أو كماله فيحكم عليه بأحدهما بعد الاختبار فيكبره ويكرمه أو يحتقره ويهينه عن سهام بصيرة خرقت أستار غيبه ولمحت اسرار لبه، والله تعالى هو الموفق.
الكلمة الحادية عشر قوله عليه السلام: إذا تم العقل نقص الكلام (7) أقول: سر هذه الكلمة ظاهر مما سبق وذلك أن النفس كلما ازدادت علوا في
पृष्ठ 69