218

शारह मकमात हरीरी

شرح مقامات الحريري

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण

الثانية

प्रकाशन वर्ष

٢٠٠٦ م - ١٤٢٧ هـ

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

قطا»؛ فذلك انتسابه وجعلها صادقة لصياحها قطا، والعرم بيضها، لأن فيه سوادا وبياضا، وبيض القطا أفراد ثلاثة أو خمسة، قال مزاحم العقيلي في القطا وفراخها: [الطويل]
فلمّا دعته بالقطاة أجابها ... بمثل الّذي قالت له لم يبدّل (١)
وقال المعرّيّ: [الكامل]
عرفت جدودك إذ نقطت وطالما ... لفظ القطا فأبان عن أنسابها
وقال الأصمعيّ: القطا لا تصيح إلا إذا أرادت الماء، فإذا عدم الماء، وسمعت العرب صياح القطا، فرحوا به وعرفوا قرب الماء من بعده.
وقيل: سمّي القطا لثقل مشيه، يقال: قطا الرجل يقطو، إذا ثقل مشيه.
***
قوله: «فرط» أي سبق. عن خطا، أي عن غير تعمّد. رهنته: أعطيته رهنا، وأرهنتك: أعطيتك ما ترهنه. والأرش: قيمة العيب، أي دية الجرح، مأخوذ من أرش بين القوم لأنّ الأرش يختصم في قدره. أوهنته: أفسدته، ووهن الشيء يوهن ويهن:
ضعف، وأوهنته أنا، إذا أضعفته. مملوكا، يعني المرود. متناسب الطرفين، أي هذا الطرف مثل هذا الطرف، تكتحل بأيّهما شئت. القين: الحدّاد الذي صنعه. الدّرن: وسخ الحديد، والشّين: العيب، أي هو مصقول معتدل ليس فيه اعوجاج ولا عيب. يقارن محلّه سواد العين أي عند التكحّل به. يفشي: يحدث ويظهر. وإحسان الكحل في العين لا يخفى. ينشئ استحسان، أي ينشئ لناظر العين استحسان الكحل في العين والإنسان: إنسان العين يغذيه بالكحل، والإنسان: السّواد الذي في وسط العين، إذا رأيته رأيت فيه شخصا، والشخص هو الإنسان، فسمّي السواد به. يتحامى: يبعد عنه، يريد أنه يكحل العين ولا يقرب من الفم. قوله: «سوّد»، أي جعل فيه الكحل. جاد: أعطاه العين. وسم العين بالكحل: أجاد عمله فيها. قلّما ينكح إلا مثنى، أي ينكح عينا واحدة في الغالب. وقد نظم هذا النثر في الثانية والأربعين.
جوده، أي يجود بكحله للعين. ويسمو: يطلع للعين، وجعل له الكحل غذاء يأخذ ويرتفع به للغير. قرينته: مكحلته. من طينته: من جنسه. زينته: تزيينه للعين يطمع في لينته: أي لا يطمع أن يكون الحديد ليّنا. وكلّ لفظة فسرّ بها المرود والإبرة، لها لفظ في ظاهرها غير ما فسّرت به.
***
فقال لهما القاضي: إمّا أن تبينا، وإلا فبينا، فابتدر الغلام، وقال: [المنسرح]

(١) البيت في الحيوان ٥/ ٥٧٨.

1 / 220