والتمس المخرج لا قال أخطأ المؤلف، أو بطل كلامه أو هذا باطل ونحو ذلك.
١٦ - فقلما ينجو الذي قد صنفا ... من هفوة أو عثرة من ألفا
هذا اعتذار عما قد يقع في الكتاب من الخلل.
والهفوة: الزلة والعثرة: السقطة.
والمصنف من جعل العلم أصنافا كرزمة الطهارة، والصلاة، والبيوع.
والمؤلف: من زاد عليه بمراعاة الألفة بين الكتب والمسائل، وبه تظهر رتبة المصنفين ويتميزون، ويفضل بعضهم بعضا، والأقرب من جهة المعني أن تجعل (أو) عاطفة لمن ألف علي من صنف عطف خاص علي عام.
وعثرة مجرور بمن محذوفة متعلقة بألف، وإن كان غير مقيس، والتقدير فقل نجاة مصنف من هفوة، وقل نجاة مؤلف من عثرة، ويصح أن يكون عثرة معطوفا علي هفوة، كما هو الظاهر من اللفظ، ومن ألف بدل (بعض) من قوله: (من صنفا) إن استعمل التصنيف فيما هو أعم، كما هو حقيقته أو بدل أضراب، ان استعمله فيما هو مباين للتأليف، وكأنه يقول: بل قلما ينجو من ألف الذي له شفوف ومزية علي من صنف، وكثيرا ما هاب الناس التأليف حتي قيل: من ألف فقد استقذف أي جعل نفسه هدفا، أي غرضا وإشارة لمن يرميه بعيب، وطلب أن يقذف أي يرمي بقول:
١٧ - والله ربنا يقي من الخطل ... بجاه من عصمه من الزلل
١٨ - المجتبي من خير أصناف الأمم ... بحبوحة العلم وينبوع الحكم
1 / 105