قال ارسطو فاذا نظرت الفلسفة فى الامور الظاهرة صار هذا غير داخل فيها ولسنا نقول شيئا فى العلة التى هى مبدا الاستحالة فاذا قصدنا للكلام فى الجوهر قلنا ان جواهر اخر حتى انا ان قلنا ان تلك جواهر هذه كان قولا باطلا فاما انها محيطة فقد كنا قلنا اولا انه ليس بشىء ولا نرا ايضا انها سبب العلوم فلذلك لا نجد شيئا من العقول والطبائع يضع هذه العلة التى ذكرنا فاذا ليس تشبه الانواع شيئا من المبادى ولكن انما صار التعاليم بها لان الفلسفة اذا تكلمت وقتا ما فى شىء ما استعملت هذه من اجل تلك التفسير يريد انه متى ما كانت الفلسفة انما تنظر فى الامور الموجودة وكانت الانواع ليست من الامور الموجودة خارج النفس لم تكن هذه الانواع مما تنظر فيها الفلسفة ومن قبل ذلك ان نظر ناظر فى هذه المحسوسات من قبل هذه الجواهر لم يقدر ان يعطى فيها من قبلها مبدا الاستحالة والتغير الموجود فى هذه الجواهر واذا كان هذا هكذا فمتى سلمنا وجود هذه قلنا انها جواهر اخر واما ان نقول ان هذه هى جواهر هذه المتغيرات فهو قول باطل وانما قال هذا من قبل انه انما ابطل وجودها من جهة وضعهم اياها اسبابا للامور المحسوسة وللعلم نفسه واذا بطل انها ليست اسبابا لم يلزم من ذلك ان يبطل وجودها ولذلك قال فاما انها محيطة فقد قلنا انه ليس بشىء يريد ان وضعهم هذه الجواهر محيطة بالمحسوسات التى هاهنا وحاصرة لها على ما يوجد النوع حاصرا لما تحته فقد قلنا انه ليس بشىء لان الحاصر والمحصور هما والنوع شىء واحد بالعدد فلذلك ان كانت هذه الانواع جواهر مفارقة فهى جواهر اخر غير هذه المحسوسة فاما ان يكون لها مدخل فى وجود الجواهر المحسوسة فلا لا على انها حاصرة للمحسوسات التى هاهنا ولا على انها اسباب لها ولا على انها سبب للعلم الضرورى المدرك فى الموجودات المحسوسة ولذلك قال فى اثر هذا ˺فلذلك لا نجد شيئا من العقول والطبائع يضع هذه العلة التى ذكرنا يريد فلذلك لسنا نقدر ان نضع هذه علة لشىء من العقول التى فى الامور المحسوسة ولا لشىء من الطبائع الموجودة هاهنا ثم قال فاذا ليس تشبه الانواع شيئا من المبادى يريد واذا تقرر هذا فبين ان الانواع ليست تشبه شيئا من المبادى التى للموجودات المحسوسة واذا كان ذلك كذلك فبين انها ليست مبادى لهذه المحسوسات وقوله ولاكن انما صار التعاليم بها لان الفلسفة اذا تكلمت وقتا ما فى شىء ما استعملت هذه من اجل تلك يريد ان الفلسفة انما تستعمل الامور الكلية لتصل بها الى الامور الموجودة بمنزلة ما تستعملها فى الحدود والبراهين وان نظرت فيها من حيث هى احد الموجودات فانما تنظر فيها من اجل الامور الموجودة اذ كان العلم بها يقود العقل ويعرفه الصواب عند النظر فى الموجودات ومن قبل هذه صارت البراهين الماخوذة بهذا النحو من مقدمات منطقية لا من مقدمات ذاتية ومناسبة
[45] Textus/Commentum
पृष्ठ 149