قال ارسطاطاليس وقد قلنا اولا فى هذا فى بعض اقاويلنا قولا منطقيا انه شىء يدل عليه بما انية الشىء وهو الذى يقال بذاته فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقوس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته ولا هذا كلى ولا الذى بذاته على هذه الحال مثل الابيض للسطح فان انية السطح ليست انية البياض وايضا ليس هو الذى من كليهما اى سطحا ابيض وذلك للزيادة التى فى حده فالكلمة التى ليس فيها هو لقائل ما هو هذه كلمة لم الشىء بانيته فى كل واحد من الاشياء فاذا ان كان انية السطح الابيض هو انية السطح الاملس فالبياض والملاسة شىء واحد هو هو التفسير انه كما قلنا لما كان اكثر ما يفحص عنه فى هذا العلم هى من المقدمات المنطقية وكان احد المقدمات المنطقية ما قيل فى صناعة المنطق من ان جوهر الشىء هو الذى يجاب به فى جواب ما هذا الشىء اعنى شخص الجوهر قال وقد قلنا اولا فى هذا فى بعض اقاويلنا قولا منطقيا انه شىء يدل عليه بما انية الشىء يريد وقد رسمنا هذا الجوهر فى بعض اقاويلنا رسما منطقيا انه الشىء الذى يدل عليه القول المعطى انية الشىء الذى هو الحد وقوله وهو الذى يقال بذاته اى وهو الذى يحمل بالذات واشار بذلك الى الصنف الاول من المحمولات الذاتية وهو الذى المحمول فيه موجود فى جوهر الموضوع وهو الحد لانه قد تبين ان هذه المحمولات ثلثة جنس وفصل وحد جامع لهما والذى يدل عليه هذا الحد هو جوهر الشىء الذى هو والشىء واحد بعينه وبالجملة فالمحمولات الذاتية اى الجوهرية هى التى تتحد بالموضوع وتتحد بعضها ببعض والاعراض بخلاف هذا ولما عرف من امر هذا الجوهر انه الشىء الذى تدل عليه الحدود واجزاء الحدود وان المحمولات التى تاتلف منها الحدود هى التى تتحد بالمحدود وتتحد بعضها ببعض اخذ يخبر بالعلة التى من قبلها لم تكن الاقاويل التى تدل على الشىء المشار اليه بامر خارج عن ذاته يجاب بها فى جواب ما هو ولا كانت حدودا ولا اجزاء حدود فقال فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته يريد وانما وجب ان لا تكون حدودا ما دل على الشىء بامر خارج عن ذاته اعنى بعرض من الاعراض الموصوف بها لانه لو كان ذلك كذلك للزم ان تكون الاعراض المحمولة على الشىء من طبيعة واحدة لانا نجد الشىء الواحد بعينه يتصف باعراض كثيرة وليس الشىء المجتمع منهما واحدا الا بالعرض والحد قد قيل فيه انه يعرف جوهر الشىء والشىء المجتمع منهما واحد بالذات فان كانت الاعراض الموجودة للشىء المختلفة تعرف جوهر الشىء الواحد فهى من طبيعة واحدة وهذا هو الذى دل عليه بقوله فان كون الشىء فى مكان ليس هو انه موسقس وذلك ان الموسقس والاين ليس واحدا بذاته يريد ولو كان جوهر الشىء المشار اليه انه فى مكان اعنى مثل ان يسئل سائل ما هو هذا المشار اليه فاجابه مجيب بانه انسان فى مكان على انه حد له لامكن ان يجيبه اخر بانه موسقس على ان هذا حد له ايضا ولو كان ذلك كذلك لامكن ان تكون طبيعة الموسقس والاين شيئا واحدا بعينه وكون الشىء فى مكان ليس هو كونه موسقس وبالجملة فيلزم هذا الوضع ان تكون المقولات التسع كلها من طبيعة واحدة وهى طبيعة الجوهر لانها تكون فصولا جوهرية ولذلك قال فان كون الشىء فى مكان ليس هو كونه موسقوس˹ وقوله ولا هذا كلى يعنى ولا امثال هذه المحمولات اذا حملت على الجوهر كانت من المحمولات الكلية التى رسمت فى كتاب البرهان او يريد انها لا تكون من الكليات الجوهرية على ما رسم فى كتاب المقولات ولما كانت الاقاويل المؤلفة من الاعراض تاليف تقييد بعضها مقيد ببعض بالعرض وبعضها بالذات اعنى بالنوع الثانى من المحمولات الذاتية التى عددت فى كتاب البرهان اعنى الذى يوخذ الموضوع فى جوهر المحمول وكان قد عرف ان التى بالعرض ليس الذى تدل عليه جوهرا اخذ يعرف انه ولا الاقاويل المقيدة من اعراض ذاتية تدل على هذا الشىء الذى هو ماهية الجواهر المحسوسة فقال ولا الذى بذاته على هذه الحال مثل الابيض للسطح يريد ولا الشىء الذى يدل عليه حد الجوهر وهو الموجود بذاته هو مثل الشىء الذى يدل عليه قولنا سطح ابيض ثم قال فان انية السطح ليست هى انية البياض يريد فان البياض ليس ماهية السطح فى قولنا سطح ابيض كما ان النطق هو ماهية الحيوان فى قولنا حيوان ناطق ثم قال وايضا ليس هو الذى من كليهما يريد ولا الذى يدل عليه هذا القول هو شىء واحد مركب من كليهما كما ان الذى يدل عليه قولنا حيوان ناطق هو شىء واحد مركب من كليهما وهو الانسان وقوله وذلك للزيادة التى فى حده يريد ان المركب من شيئين لما كان حده يا تلف من حدى ذينك الشيئين لزم ان يكون حد الابيض مولفا من حد البياض وحد موضوع البياض ولما كان حد البياض يوخذ فيه حد موضوعه لزم ان يذكر فى حد الابيض حد موضوعه مرتين فهذه هى الزيادة الماخوذة فى حد الابيض وليس يعرض ذلك فى المركبات من الجواهر مثال ذلك ان الانسان مركب من الحيوانية والنطق وحده مركب من حديهما وليس يعرض فى ذلك التكرار الذى يعرض فى المركب من جوهر وعرض وقوله فالكلمة التى ليس فيها هو لقائل ما هو هذه الكلمة لم الشىء بانيته فى كل واحد من الاشياء يريد ان الحد التام هو القول الذى اذا وفاه موف لم تكن فيه هوية بالفعل يسئل عنها بحرف ما هو اذ كان قد اتى فيه بالماهية التى هى نفس وجود ذلك الشىء ولم يكن فيه هوية زائدة على هويته وهذا هو الفرق بين حدود الجواهر وحدود الاعراض فكانه قال فالقول الذى ليس يوجد فيه هوية يسئل عنها بحرف ما هو هو الحد التام المعطى سبب الشىء الذى هو ماهيته فى كل واحد من الاشياء وقوله بعد ذلك ˺وذلك انه ان كان انية السطح الابيض هو انية السطح الاملس فالبياض والملاسة شىء واحد هو هو يريد ولو انزل منزل ان ماهية السطح هى البياض او ماهية البياض وكان السطح يوصف باوصاف كثيرة مختلفة للزم ان تكون تلك الاوصاف كلها شيئا واحدا ويكون المجموع منها شيئا واحدا فكان يكون البياض والملاسة وغير ذلك من الاوصاف التى نصف بها السطح شيئا واحدا بخلاف الامر فى المحمولات الجوهرية فان النطق هو فصل جوهرى موجود فى ماهية الحيوان الناطق
पृष्ठ 789