قال ارسطاطاليس وينبغى الا يكون التفصيل على هذه الحال فقط وذلك انه ليس فيه كفاية فانه هذا بعينه ليس ببين وايضا فان الهيولى تكون جوهرا فانها ان لم تكن جوهرا فما الجوهر غيرها والا كان الجوهر فائتا قد ذهب عنا فانه اذا انتزعت سائر الاشياء لا نرى شيئا باقيا والمنفعلات الاخر التى للاجسام وافعالها والقوى وايضا الطول والعرض والعمق كمية هى وليست جواهر لان الكمية ليست بجوهر بل الذى له هذه الاشياء بعينها بنوع اول هو الجوهر ولا كن اذا انتزع الطول والعرض والعمق لا نرى شيئا يبقى ما خلا فان كان شىء ما الذى هذه تحده فاذا مضطر ان يرى الهيولى وحدها جوهرا الذين يفحصون هذا الفحص وانما اقول هيولى للذى بذاتها لا يقال اى شىء هى ولا كمية ولا شىء اخر البتة من الذى به تحد الهوية فان شيئا ما وعليه يقال كل واحد من هذه وانية ذلك الشىء اخرى وانية كل واحد من القاطاغورياس فان سائر الاشياء تقال على الجوهر وهو على الهيولى فاذا الاخير الذى بذاته ليس هو الذى يقال اى شىء هو ولا كمية ولا شىء اخر البتة ولا السوالب فان هذه تكون بنوع العرض فمن هذه الاراء يعرض ان يكون الجوهر الهيولى لكن ذلك لا يمكن فانه يظن ان المفارقة والتى تدل على انية بقول هذا الشىء انها للجوهر اكثر ذلك ولذلك ظن ان الصورة والذى من كليهما جوهر اكثر من الهيولى التفسير قوله وينبغى ان لا يكون التفصيل على هذه الحال فقط˹ يحتمل ان يريد وينبغى ان لا نقتصر على هذا التفصيل للجوهر دون فحص اعنى انقسام الجوهر الى المادة والصورة فانه ليس فيه كفاية ولا هو بين بنفسه اعنى كون الصورة جوهرا وانما قال ذلك لان الهيولى اعرف فى الجوهرية من الصورة فى بادئ الراى ولذلك اتا بعد هذا بالاقاويل التى توجب ان الهيولى وحدها هى الجوهر وانها العلة فى كون المشار اليه جوهرا فقال وايضا فان الهيولى تكون جوهرا فانها ان لم تكن جوهرا فما الجوهر غيرها والا كان الجوهر فائتا قد ذهب عنا يريد فاما الهيولى فيظهر من امرها انها جوهر اكثر من تلك الباقية لانه لقائل ان يقول ان لم نضع الهيولى جوهرا لم يكن هاهنا شىء يسمى جوهرا وكان الجوهر امرا معدوما وهو الذى دل عليه بقوله والا كان الجوهر فائتا قد ذهب عنا˹ ويحتمل ان يريد بقوله وينبغى الا يكون التفصيل على هذه الحال فقط وذلك انه ليس فيه كفاية˹ اشارة الى رسم الجوهر المشهور وهو انه الذى تحمل عليه سائر الاشياء ولا يحمل هو على شىء اصلا ويكون انما قال ذلك لان هذا الرسم يوجب ان تكون الهيولى احق باسم الجوهر من الصورة ولذلك شرع بعد هذا فى الحجج التى توجب ان الهيولى وحدها هى علة الجوهر المشار اليه وهو قوله وايضا فان الهيولى تكون جوهرا الى قوله قد ذهب عنا˹ ثم قال فانه اذا انتزعت سائر الاشياء لا نرى شيئا باقيا يريد والحجة على ان الهيولى هى علة شخص الجوهر المحسوس فقط انه اذا انتزعنا بالذهن ما عدى الهيولى من الامور الموجودة فى الشخص المشار اليه لم يبق شىء ثابت الا الهيولى اى ان الهيولى لا ترتفع بارتفاع تلك وترتفع تلك بارتفاعها وقوله والمنفعلات الاخر التى للاجسام وافعالها والقوى يريد ان القوى المنفعلة والقوى الفاعلة والافعال الصادرة عنها يظهر من امرها انها اذا رفعت بقيت الهيولى وانما قال ذلك ليبين ان الصور تشترك مع الاعراض فى هذه الحال ومن هنا ظن كثير من الناس ان الصور اعراض ثم قال وايضا الطول والعرض والعمق كمية هى وليست جواهر لان الكمية ليست بجوهر يريد وايضا الطول والعرض والعمق الذى ظن به انه جوهر الجسم ظاهر من امره انه كمية والكمية ليست بجوهر وانما اراد انه اذا اعترفنا ان الاجسام جواهر وان الطول والعرض والعمق الذى به يحد الجسم كمية وليس بجوهر انه ليس يبقى فى الجسم شىء يسمى جوهرا الا الهيولى لانه اذا لم يكن جوهرا بالابعاد الثلثة التى يظن انها اكثر جوهرا من غيرها لكونها اذا ارتفعت من الجسم ارتفعت سائر الباقية فهو جوهر ضرورة بالهيولى فانه لا بد ان يكون شخص الجوهر جوهرا بشىء فيه هو جوهر ان لم يكن بجميع اجزائه ثم قال بل الذى له هذه الاشياء بعينها بنوع اول هو الجوهر يريد واذا لم تكن هذه الاشياء التى هى موجودة فى الهيولى جواهر وجب ان يكون الذى توجد فيه هذه وجودا اولا من غير متوسط هو الجوهر وهذه هى الهيولى ثم قال ولا كن اذا انتزع الطول والعرض والعمق لا نرى شيئا يبقى ما خلى ان كان شىء ما الذى هذه تحده يريد ولاكن اذا انتزع الطول والعرض والعمق من الاجسام التى هى ماخوذة فى حدها لا يبقى شىء ما من الجسم الا الشىء الذى الطول والعرض والعمق يحدده وهذا هو الهيولى وهذه حجة اخرى غير التى سلفت ولما اتى بالحجج التى توجب ان الهيولى هى الجوهر اعنى القائلة ان الهيولى جوهر من قبل انها اذا ارتفعت سائر الاشياء لم ترتفع هى واذا ارتفعت هى ارتفعت سائر الاشياء والحجة الثانية ان الجسم لما كان جوهرا ولم يكن شيئا اخر غير الابعاد الثلاثة والهيولى وكانت الابعاد ليست جواهر فواجب ان يكون الجسم انما صار جوهرا بالهيولى فان ما به صار الجوهر جوهرا فهو جوهر فلما اتى بهاتين الحجتين كما قلنا وكانت فى غاية الاقناع قال فاذا مضطر ان يرى الهيولى وحدها جوهرا الذين يفحصون هذا الفحص يريد واذا كان الامر هكذا فاذا يضطر من يفحص هذا الفحص ويسلم امثال هذه المقدمات ان يعتقد ان الهيولى وحدها هى جوهر شخص الجوهر المشار اليه ثم اخذ يبين اى الهيولى هى هذه الهيولى التى يجب ان يعتقد فيها انها جوهر وهى التى يصدق عليها هذه الاقوال فقال وانما اقول هيولى الذى بذاتها لا يقال اى شىء هى ولا كمية ولا شىء اخر من الذى به تحد الهوية يريد وانما اعنى بالهيولى الشىء الموجود بذاته من غير ان يكون كيف ولا كم ولا غير ذلك من سائر هويات المقولات وانما قال ذلك بدلا من قوله انها الموجودة بالقوة جميع هذه الاشياء اعنى المقولات العشر على ما تبين فى السماع وقوله فان شيئا ما وعليه يقال كل واحد من هذه وانية ذلك الشىء اخرى وانية كل واحد من القطاغورياس فان سائر الاشياء تقال على الجوهر وهو على الهيولى يريد فانه قد تبين ان هاهنا موضوعا لجميع المقولات العشر وان هويته غير هوية كل واحد من تلك فان مقولات الاعراض تقال على مقولة الجوهر ومقولة الجوهر تقال على هذا الشىء الذى هو الهيولى ثم قال فاذا الاخير الذى بذاته ليس هو الذى يقال اى شىء هو ولا كمية ولا شىء اخر ولا السوالب فان هذه تكون بنوع العرض يريد فاذا الموضوع الاخير الذى هو موضوع بذاته واولا ليس هو التى يقال فيها اى شىء هو ولا شىء اخر من المقولات العشر ولا سوالب هذه الموجودات فان ذلك له بنوع العرض يريد فاذا الموضوع الاخير وهو الذى هو بجوهره غير كل واحد من المقولات وغير اعدامها اذ كانت هذه كلها موجودة له بالعرض وانما كان ذلك كذلك لانه لو كان يوجد شىء من الصور او من الاعدام للمادة بالذات لما قبلت جميع الصور ولما اتى بالحجج التى توجب فى الظاهر ان الهيولى هى احق باسم الجوهرية قال لا كن ذلك لا يمكن فانه يظن ان المفارقة والتى تدل على انيته بالقول هذا الشىء انها للجوهر اكثر ذلك ولذلك ظن ان الصورة والذى من كليهما جوهر اكثر من الهيولى يريد لكن ليس يمكن ان تكون الهيولى هى الجوهر وحدها فقط اذ كان قد نرى ان المعانى المفارقة فى الفهم اعنى التى لا تفهم بالقياس الى غيرها كالحال فى الهيولى بل تفهم بذاتها احق باسم الجوهر وهو المعنى المعطى وجود هذا الشىء المشار اليه وهو الذى يدل عليه الحد ولذلك يظن ان الصورة ايضا جوهر اذ كانت هى الماهية التى يدل عليها الحد والمجموع ايضا من الصورة والمادة جوهر وان هذين احق باسم الجوهرية من الهيولى وهذه الاقاويل التى اتى بها هاهنا هى اقاويل جدلية مشهورة قدمها بين يدى فحصه البرهانى عن الصورة ولذلك اتى بها بعضها مبطلا للصورة فى كونها جوهرا وبعضها مثبتا لها ثم هو بعد ذلك يفحص الفحص البرهانى عنها
पृष्ठ 777