162

Sharh Lum'at al-I'tiqad by Khalid Al-Mosleh

شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح

शैलियों

أقسام أشراط الساعة
والأشراط تتنوع، وقد أخبر بها النبي ﷺ في أحاديث كثيرة مستفيضة، فلا إشكال في ثبوت علامات الساعة وأشراطها، فإنه قد جاء الخبر عنها في كتاب الله ﷿ في قوله: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ [محمد:١٨]، وكذلك في قوله تعالى: ﴿أَزِفَتْ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ﴾ [النجم:٥٧-٥٨]؛ فهاتان الآيتان في سورة النجم فيهما الدليل على قرب الساعة وقرب علاماتها؛ لأن الله ﷿ أخبر بأن النبي ﷺ نذير من النذر الأولى، ثم أخبر بقرب الساعة لما ذكر نذارة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورسالته.
فأشراط الساعة كثيرة متنوعة ثبتت بكتاب الله ﷿ وبسنة النبي ﵌، وهذه العلامات تنقسم إلى أقسام: قسم منها ظهر في عهد النبي ﷺ، كبعثته وانشقاق القمر وما أشبه ذلك من الآيات التي أخبر بها ﷺ وظهرت في زمانه.
وقسم منها ظهر بعد موته ﵌، وهذا ينقسم إلى قسمين: آيات وأشراط صغرى، وهي كثيرة لا حصر لها، ومنها ما رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب ﵁ في سؤال جبريل عن الساعة، فقال النبي ﷺ في جواب جبريل: (ما المسئول عنها بأعلم بها من السائل)، ثم سأله عن علاماتها وأماراتها، فذكر من ذلك: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى العراة الحفاة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، فهذه من العلامات التي أخبر بها النبي ﷺ وجاءت في حديث اتفقت الأمة على قبوله والعمل به، فهو من أصح الأحاديث، وهذا الذي تضمنه الحديث هو من علامات الساعة الصغرى.
القسم الثاني من علامات الساعة: العلامات الكبرى، وهذه العلامات ليست على درجة واحدة، بل هي متفاوتة في الدلالة على قرب الساعة، فمنها ما يكون بين يدي الساعة مباشرة، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ بقوله: (إن أول ما يكون من الآيات خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها) ثم قال النبي ﷺ: (فأيهما كانت قبل كانت التي بعدها تليها) فهذا يدل على أن الأولية في أشراط الساعة الكبرى نسبية، فمنها ما يكون قريبًا ومباشرًا للساعة يدل على اختلال نظام الكون وقرب حصولها، ومنها ما يكون من العلامات الكبار والأشراط البينة الكبرى، لكنها ليست قريبة بين يدي الساعة، أي: ليست في القرب كالتي أخبر بأنها أول ما يكون من شأن الساعة، وذلك كخروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك من الآيات التي أخبر بها كالخسف الذي يكون في المغرب، والخسف الذي يكون في المشرق، والخسف الذي يكون في جزيرة العرب.

12 / 4