शरह लामियत अल-अजम
شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)
अन्वेषक
الدكتور جميل عبد الله عويضة
دارة: مفعول به، ولا يكون هنا خبرا، لأنها تامة، اكتفت باسمها، كقوله تعالى: [فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ] (١) إذ لو جعلناها ناقصة لفسد المعنى في البيت، والحمل: مجرور بالإضافة، واللام هنا للمح الصفة.
المعنى: لو أنّ المقام في المكان الشريف يبلغ المنى ما برحت الشمس مقيمة في دارة الحمل؛ لأنها في هذا البرج في غاية الشرف، وهذا تمثيل بديع، وفيه حث على الحركة، قال ﵇: سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا، وفي حديث آخر، سافروا تصحوا وتغنموا، وفي التوراة: يا ابن آدم أحدث سفرا أُحدث لك رزقا، وقال العرب: الحركات بركات، وما أحكم قول أبي الطيب (٢): (الطويل)
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ ... وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
وقال البحتري (٣): (من الكامل)
وَإِذا الزَمانُ كَساكَ حُلَّةَ / مُعدِمٍ ... فَاِلبَس لَهُ حُلَلَ النَوى وَتَغَرَّبِ ... [٥٦ ب]
وقال ابن صرد (٤):
(مجزوء الكامل)
نقل ركابك للعلا ... ودع الغواني في القصور
لولا التغرب ما ارتقى ... درر البحور إلى النحور
وقال الآخر (٥): (من البسيط)
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ ... وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
وهو مأخوذ من قول الآخر (٦): (من البسيط)
قالوا نراك كثير السير مجتهدًا ... في الأرض تنزلها طورًا وترتحل
فقلت لو لم يكن في السير فائدة ... ما كانت السبع في الأبراج تنتقل
وقال الشارح (٧): (من البسيط)
_________
(١) يوسف ٨٠
(٢) ديوانه ٢/ ٢٣٢
(٣) ديوانه ٢/ ١٩١
(٤) البيتان في الكشكول، ص ١٠٤٦/ (م)، بلا عزو.
ابن صرد الكاتب: بكر بن صرد، مولى بني أمية؛ كان يكتب لجعفر بن يحيى البرمكي، وهو الذي قال للرشيد يحضه على البيعة لابنه القاسم المؤتمن بعد أخويه الأمين والمأمون ورويت لغيره:
يا أيها الملك الذي ... لو كان نجمًا كان سعدا
الوافي بالوفيات، ص ٧٨٢١ (م)
(٥) للإمام الشافعي، ديوانه (م).
(٦) نسب البيتان في زهر الأكم في الأمثال والحكم، ص ٨٥٩ (م) لابن السكن، وليس البيت السابق مأخوذ من أبيات ابن السكن، ولكنه مأخوذ من بيت البحتري من المنسرح: ... أَضيعُ في مَعشَرٍ وَكَم بَلَدٍ ... يُعَدُّ عودُ الكِباءِ مِن حَطَبِه
وهكذا هو الحال في الغيث المسجم ٢/ ١١٨، ولكن الشارح - كعادته - قال: وهو مأخوذ من بيت الآخر، ونزلت عينه على الأبيات التي بعد البيت المقصود.، وهذا يدل أنه كان مجرد ناقل يختار ويشتار دون إعمال فكر أو تدبر.
(٧) الغيث المسجم ٢/ ١١٩
1 / 97