शरह लामियत अल-अजम
شرح لامية العجم (وهو مختصر شرح الصفدي المسمى الغيث المسجم)
अन्वेषक
الدكتور جميل عبد الله عويضة
لا أَدَّعي جَوْرَ الزّمانِ ولا أَرى ... لَيْلي يَزيدُ على اللّيالي طُولا
لكنّ مِرآةَ الصّباح تَنفُّسي ... لِلهمِّ أصدأَ وَجْهَها المَصْقولا
وأين صاحب الطغرائي من قول أبي الطيب (١): (من البسيط)
لا أَستَزيدُكَ فيما فيكَ مِن كَرَمٍ ... أَنا الَّذي نامَ إِن نَبَّهتُ يَقظانا
وله عذر في نومه واستحالته على الطغرائي؛ لأن هذا الصاحب سائر على مطايا الراحة والأمن، [والطغرائي] (٢) قد اقتعد في ذروة القلق، والجد والروع /* (٣) والطلب، وهيهات، بينهما فرق بعيد وبون، قد ضلَّ مَن اعتقد أنّ الصاحب له عون في الشدائد، يا ويل الشجي من الخلي، هان على الأملس ما لاقى الدبر، ومن قول ابن قلاقس (٤): (من السريع)
يغيظُني وهو على رَسْلِهِ ... والمرءُ في غيظِ سواهُ حَليمْ
واستعارة العين للنجم في بيت الطغرائي من أحسن ما يكون، قال الأرجاني (٥): (من الخفيف)
ثُمّ خافَتْ لمّا رأتْ أنجمَ الّليـ ... لِ شَبيهاتِ أعيُنِ الرُّقبَاء
وهو مأخوذ من قول الأول (٦): (من الكامل)
ما راعَنا تَحتَ الدُجى شَيءٌ سِوى ... شِبهِ النُجومِ بِأَعيُنِ الرُقَباءِ
ومن الألغاز في السماء والنجوم: (من المتقارب)
وحسناء خرساء لا تنطق يروقك ملبسها الأزرق (٧)
وأحسن من كل مستحسنٍ عيون لها في الدُّجى تبرقُ
فهل تُعِيُن على غَيٍّ هممتُ بهِ ... والغيُّ يزجُرُ أحيانًا عن الفَشَلِ
اللغة: [الإعانة: المساعدة في الخير والشر، الغَي: الضلال، تقول: غَوَى بالفتح يغوى غيًَّا وغواية، فهو غاوٍ وغوٍ، وأغواه غيره، فهو غوي، على فعيل، الزجر: المنع والنهي، يقال: زجره وازدجره فانزجر وازدجر، أحيانا: الحِين الوقت، وجمعه أحيان، الفشل: الجبن، يقال: فشِل بالكسر فشلًا إذا جبن] (٨)
_________
(١) ديوانه ١/ ٢٢٩.
(٢) زيادة من الغيث المسجم ١/ ٣٤٤ يقتضيها السياق.
(٣) * من هنا تبدأ الصفحة [٢٩ أ] في النسخة ب،
(٤) ديوانه (م)
(٥) ديوانه ١/ ١٥
(٦) لابن المعتز، ديوانه ص ١٥.
(٧) البيتان في الغيث المسجم ١/ [٣٤٥ ب] لا عزو.
(٨) ما بين الحاصرتين من الغيث المسجم ١/ ٣٤٨، لأن المختصر قال اللغة، وترك مكان كلمة واحدة فراغا، ثم أخذ في الإعراب، ولم يعرض للغة البتة.
1 / 63