شرح لامية ابن النضر - كتاب الحج - تحقيق ؟؟ - ب تخرج
[ مقدمة المؤلف ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لا ثاني (¬1) له ، الأول الذي لا بداية له ، الآخر الذي لا نهاية له، الظاهر، الغالب كل مربوب ، الباطن (¬2) الذي لا تحيط به أوهام القلوب ، الجبار العزيز المتكبر العظيم ، تعالى عن (¬3) الجور والجبر والإكراه ، وعن الأضداد والأنداد والأشباه ، وتقدس عن الماهية والكيف والأين، وعن الإدراك بالحواس في الكونين، وعن مضاهاة خلقه في ذاته، وفي (¬4) أفعاله وصفات ذاته، الذي لا يعرف إلا بحقائق الإيمان ، ولا يوصف إلا بما يليق به (¬5) في صافية الأذهان ، وبما يقوم به البرهان ، ذي الكبرياء والملكوت ، الحي الذي لا يموت، ولا يغشاه هجوع (¬6) ولا وسن (¬7) ، ولا غلت (¬8)
¬__________
(¬1) في ( م ) : ثان - بدون ياء - .
(¬2) الباطن : تكرر في ( م ) .
(¬3) في ( ع ) : من .
(¬4) في ( م ) : وعن ، والأصح المثبت بالأعلى .
(¬5) به : ساقطة من ( ع ) .
(¬6) الهجوع في الأصل هو النوم ، وقيل : النوم بالليل خاصة ، وقد يكون الهجوع بغير نوم ، والتهاجع : النومة الخفيفة. انظر : ( أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ، لسان العرب ، ط دار صادر-بيروت، " هجع " ج8 ص367 ، وسيشار إليه : ابن منظور ، لسان العرب ) .
(¬7) الوسن - بفتحتين -: النعاس. انظر: ( الفيومي، المصباح المنير، " وسن " ص253 ) .
(¬8) الغلت قيل : هو الغلط وزنا ومعنى ، وقيل : الغلت في الحساب والغلط في الكلام . انظر : ( الفيومي ، المصباح المنير ، "غلت " ص171 ) ..
पृष्ठ 1
ولا عجز ولا وهن، ولا لغب (¬1) ولا غفل ولا سهو، ولا عبث ولا لعب ولا لهو.
وصلى الله على رسوله ونبيه ، وأمينه وصفيه ، سيدنا محمد ، النبي الأمي، العربي القرشي الهاشمي ، المكي ثم المدني ، أرسله إلى عباده المؤمنين والكافرين ، من الجنة والناس أجمعين ، فبلغهم رسالة ربه ، لإقامة حجته، وإظهار دينه ودعوته ، وكان رؤفا (¬2) بالمؤمنين من أمته، حريصا ناصحا لسائر عباده (¬3) ، مجاهدا في الله حق جهاده، صلى الله عليه خاصة ، وعلى آله عامة ، صلاة تملاء (¬4) الآفاق ، وتجدد (¬5) إلى يوم التلاق .
¬__________
(¬1) اللغب هو التعب ، يقال : لغب لغبا من باب قتل ، أي : تعب وأعيا ، قال الله تعالى على لسان أهل الجنة : { ولا يمسنا فيها لغوب } ( سورة فاطر ، الآية 35 ). انظر : ( الفيومي، المصباح المنير، " لغب " ، ص 212 ) .
(¬2) هكذا في ( ي ) و ( م ) ، وفي ( ع ) : رءوفا ، والأولى كتابتها هكذا : رؤوفا - بواوين - ، فالواو الأولى للهمزة ، لكونها مضمومة وما قبلها مفتوح ، والضمة أقوى فتناسبها الواو ، والواو الثانية للمد . انظر : ( محمد مامو ، لآلئ الإملاء ، ط1 اليمامة - دمشق ، 1414ه 1994 ، ص45 ) .
(¬3) في ( ع ) : ناصحا لعباده .
(¬4) هكذا في ( ي ) و ( م ) ، والأصح كتابتها هكذا : تملأ . انظر : ( أحمد الهاشمي ، المفرد العلم في رسم القلم ، دار الكتب العلمية - بيروت ، ص16 ، وسيشار إليه : الهاشمي ، المفرد العلم ) .
(¬5) هكذا في ( ي ) و ( م ) ، ولعل الأصح : تتجدد - بتائين - .
पृष्ठ 2
أما بعد ، فأقول - وأنا العبد الفقير إلى الله - منصور بن محمد : إني وجدت أكثر الناس حجا الضعفاء ، إذ عليه يأتجرون (¬1) ، وهم له لا يحسنون ، وعلى وجهه لا يأتون ، ولقصده لا يهتدون ، فيأخذون عليه جعلهم (¬2) ، ويجهلون فيه فعلهم ، فلا يدرون (¬3) تمامه ونقصانه ، ولا ثبوته ولا بطلانه ، وما يلزم فيه من دم أو صوم أو طعم وما لا يلزم ، ومنهم من تحمل في الأسفار ، إليه (¬4) عدة من الأسفار (¬5) ، ليهتدي بها إلى معانيه، ويتفقه منها فيه، فرأيت أن أشرح (¬6)
¬__________
(¬1) يأتجرون، أي يطلبون الأجر عليه، والمقصود الأجر المادي الدنيوي. انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، " أجر" ج4 ص10-11 ) .
(¬2) الجعل - بضم الجيم -: ما يجعل على العمل، وهو أعم من الأجرة، والجمع أجعال. انظر : ( محمد رواس قلعه جي ، معجم لغة الفقهاء ، ط1 دار النفائس - بيروت ، 1416ه 1996م ، ص 143 ، وسيشار إليه : قلعه جي ، معجم لغة الفقهاء ) .
(¬3) زاد في ( م ) : فيه .
(¬4) في ( م ) : إلى ، والصواب المثبت بالأعلى .
(¬5) الأسفار الأولى جمع سفر - بفتح السين والفاء -، وهو المعروف بأنه ضد الإقامة، والأسفار الثانية جمع سفر - بكسر السين وسكون الفاء -، وهو الكتاب. والمعنى أن من الناس من يحمل كتبا كثيرة في سفره، حتى يسترشد بها في عبادة الحج ، فأراد الشيح بتأليفه هذا أن يغني المسافر عن حمل هذه الكتب.
(¬6) زاد في ( ي ) : إلى ، والصواب المثبت بالأعلى ..
पृष्ठ 3
ما ألفه الشيخ أبو بكر أحمد بن النظر السمؤلي العماني، بشعره المعروض في الحج المفروض ، شرحا له مطابقا ، ولما فيه موافقا ، فجاء بحمد الله كتابا جامعا بين علمي الفقه والكلام ، وبين تصنيفي النثر والنظام ، يغني عن حمل كتب كثيرة، ويجلوا (¬1) على العوارف (¬2) الوثيرة (¬3) ،
¬__________
(¬1) الصواب كتابة " يجلو " بدون ألف ، لأن الكلام هنا عن مفرد ، وليس عن جمع ، فالواو هنا حرف علة من الفعل المعتل نفسه، وليست واو الضمير، والألف تزاد بعد واو الجماعة، لا بعد واو العلة. انظر: ( الهاشمي ، المفرد العلم ، ص155 ) .
(¬2) الذي وجدته في اللسان أن العوارف جمع عارف وعارفة ، وعروف وعروفة ، وأنه إذا وصف بها شخص فهي بمعنى الصابر والصبور ، وإذا وصف بها أمر فهي بمعنى المعروف ، لكن مقصود المؤلف هنا بالعوارف : العلوم ، إذ المعرفة هي العلم، والتعريف هو الإعلام، وعرفه الأمر، أي: أعلمه إياه. انظر : ( ابن منظور ، لسان العرب ، " عرف " ج9 ص236 ) ، ( محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، القاموس المحيط، ط4 مؤسسة الرسالة - بيروت، 1415ه - 1994م، " عرف " ص1080-1081، وسيشار إليه : الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ) .
(¬3) الوثيرة، أي: الكثيرة ، ففي اللسان والقاموس أن الوثيرة من النساء السمينة أو الكثيرة اللحم ، واستوثر منه ، أي : استكثر . انظر : ( ابن منظور ، لسان العرب ، " وثر " ج5 ص278 ) ، ( الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ، "وثر " ص632 ) . وعلى هذا فيكون المعنى أن هذا الكتاب يكشف عن علوم كثيرة، ويجليها للناس حتى تبدو ظاهرة واضحة ..
पृष्ठ 4
فمن وقف عليه من أولي البصيرة قارئا أو ناسخا أو ممليا ، فرأى فيه خللا ، فليصلحه متفضلا ، وهو شريكي في الآخرة ، فإن لم يفعل - ولو من غير عذر- لم أحمله شيئا من الوزر، لأني ألفته على عجلة، وما اتفقت لي فيه مهلة، والله على ذلك المستعان ، وعليه المعول والتكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير (¬1) .
وقال الشيخ أبو بكر أحمد بن النظر السمؤلي العماني في الحج والمناسك ورمي الجمار والإحرام والطواف والسعي والذبح والوداع والوقوف بعرفة (¬2) وجمع (¬3) ومنى (¬4) والزيارة والهدي والضحايا ، وما يلزم في قتل الصيد من الجزاء : ... ... ...
[
¬__________
(¬1) هذه المقدمة لم ترد في ( ص ) و ( ج ) ، وأثبتناها من النسخ : ( ي ) و ( م ) و ( ع ) .
(¬2) عرفة -بالتحريك -: موضع على بعد اثني عشر ميلا من مكة المكرمة ، وهو موقف الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة. انظر : ( شهاب الدين ياقوت بن عبدالله الحموي، معجم البلدان، دار الفكر-بيروت، ج2 ص295-296، ج3 ص325، وسيشار إليه: ياقوت الحموي، معجم البلدان ) ، ( قلعه جي، معجم لغة الفقهاء، ص430 ) .
(¬3) جمع - بفتح الجيم وسكون الميم - : هي المزدلفة ، سميت بذلك لاجتماع الناس بها ، وقيل : لأن آدم وحواء لما هبطا اجتمعا بها . انظر : ( ابن منظور ، لسان العرب ، " جمع " ج8 ص59 ) ، ( ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج2 ص163 ) .
(¬4) منى - بكسر الميم وفتح النون -: مكان قريب من مكة ضمن الحرم، يقيم فيه الحجاج أيام التشريق، سمي بذلك لما يمنى -أي يراق - فيه من الدماء . انظر : ( ابن منظور ، لسان العرب ، " منى " ج15 ص293 ) ، ( قلعه جي ، معجم لغة الفقهاء ، ص430 ) .
पृष्ठ 5
صفة المسير للحج ]
1-عزم الحج فاستعد الجمالا ... ... ثم عالى على الجمال الرحالا
[ شرح المفردات ]
عزم - كضرب - ، أي : قصد بجميع همه (¬1) .
والحج معروف (¬2) ، وهو ذو المناسك (¬3) .
¬__________
(¬1) في ( ي ) : همته .
(¬2) الحج يأتي في اللغة على عدة معان ، منها : القصد ، يقال : حجه يحجه حجا بمعنى قصده ، وحججت فلانا أي : قصدته ، ورجل محجوج أي : مقصود ، ومنها : القدوم ، يقال : حج إلينا فلان ، أي : قدم، ومنها الزيارة ، وإنما سمي حاجا بزيارة بيت الله تعالى ، ومنها : كثرة الاختلاف والتردد ، تقول : حججت فلانا إذا أتيته مرة بعد مرة ، وقد حج بنو فلان فلانا إذا أطالوا الاختلاف إليه ، ثم تعورف على استعمال " الحج " في القصد إلى مكة للنسك ، والحج إلى البيت الحرام خاصة. انظر: ( ابن منظور، لسان العرب، " حجج "، ج2 ص226 ) ، ( الفيروزآبادي، القاموس المحيط ، ص234 ) .
(¬3) اكتفى الشيخ - رحمه الله - بقوله في تعريف الحج بأنه " ذو المناسك " ، نظرا لأنه معروف - كما قال - ، وقد جاء تعريف الحج لدى المذاهب المختلفة كالتالي :-فقد جاء تعريفه عند الإباضية بأنه " قطع المناسك " . انظر: (القطب، شرح النيل، ج4 ص5 ). والمراد بقطع المناسك: أداؤها وفعلها، وهو مثل ما جاء في اللغة قولهم: قطعنا الحديد ، بمعنى : صنعناه دروعا وغيرها من السلاح ، وفي التنزيل : { قطعت لهم ثياب من نار } ( سورة الحج ، الآية 19 )، أي : خيطت وسويت وجعلت لبوسا لهم. انظر : ( ابن منظور ، لسان العرب ، " قطع " ج8 ص282-283 ). وعند الحنفية هو " قصد موضع مخصوص ، وهو البيت، بصفة مخصوصة ، في وقت مخصوص بشرائط مخصوصة ". انظر : ( الموصلي، الاختيار ، مج1 ج1 ص180 ) . وعند المالكية هو "وقوف بعرفة ليلة عاشر ذي الحجة ، وطواف بالبيت سبعا ، وسعي بين الصفا والمروة كذلك على وجه مخصوص بإحرام "..انظر : ( حاشية الدسوقي، ج2 ص199 ) . وعند الشافعية هو " عبارة عن قصد البيت للأفعال ". انظر : ( تقي الدين أبو بكر بن محمد الحصني ، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار ، تح: علي عبد الحميد أبو الخير ومحمد وهبي سليمان، ط2 ، 1418ه-1998م، ج1 ص256، وسيشار إليه: الحصني، كفاية الأخيار ) . وعند الحنابلة هو " اسم لأفعال مخصوصة ". انظر : ( ابن قدامة، المغني، ج3 ص154 ) . ويلاحظ أن تعريف الإباضية والشافعية والحنابلة جاء مختصرا ، بخلاف تعريف الحنفية والمالكية .
पृष्ठ 6
واشتقاقه من حججت فلانا إذا عدت إليه مرة بعد مرة (¬1) .
وقول (¬2) : مشتق من المحجة ، وهو (¬3) لزوم الطريق .
وقول (¬4) : مشتق من القصد (¬5) .
¬__________
(¬1) فحج البيت إنما سمي بذلك ؛ لأن الناس يأتونه في كل سنة ، قال الله عز وجل : { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } ، أي: مرجعا يأتونه في كل سنة . وقيل للحاج حاج ، لأنه يأتي البيت في أول قدومه فيطوف به قبل يوم عرفة، ثم يعود إليه بعد يوم عرفة لطواف الإفاضة ، ثم ينصرف عنه إلى منى ، ثم يعود إليه ثالثة لطواف الوداع، فلتكرار عودته إلى البيت مرة بعد أخرى قيل له حاج. انظر: ( ابن رشد، المقدمات الممهدات، ج1 ص379 ) .
(¬2) في ( ي ) : وقيل ، وهو الصواب .
(¬3) هكذا في الأصل، والصواب : وهي ، إذ المحجة لفظ مؤنث . قال في اللسان : " المحجة قيل هي الطريق نفسها ، وقيل جادة الطريق ، وقيل : محجة الطريق سننه ، والحجوج : الطريق تستقيم تارة وتعوج أخرى . انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، " حجج "، ج2 ص228 ) .
(¬4) في ( ي ) : وقيل ، وهو الصواب .
(¬5) والخلاصة أن الحج قد يطلق بمعنى القصد من غير قيد ، وقد يقيد بالقصد الذي تكون معه المعاودة ، والله أعلم .
पृष्ठ 7
ونصبه (¬1) على نزع الخافض ، وهو : على ، التي لتعدية الفعل ، وأل فيه للاستغراق العرفي (¬2) ، أي : حج البيت .
¬__________
(¬1) أي : لفظ " الحج " من البيت ، فالضمير يعود عليه ، وذكر الرقيشي في شرحه لهذا البيت أنه يجوز أيضا رفع لفظ " الحج " على أنه فاعل، ويكون المعنى : وجب الحج، مثل قوله عز وجل : { فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } (سورة محمد ، الآية 21 ) وكقول النابغة: ".. فإن الدين قد عزما " أي: وجب. انظر : (الرقيشي، مصباح الظلام، مخطوط ص476 ) .
(¬2) من معاني أل التعريف : استغراق الأفراد ، ومعنى الاستغراق: الشمول لجميع الأفراد بحيث لا يخرج عنه شيء ، وضابط أل بهذا المعنى أن يصح حلول " كل " محلها ، مثل قوله تعالى : { وخلق الإنسان ضعيفا } ( سورة النساء، الآية 28 ) أي : كل واحد من جنس الإنسان ضعيف ، إلا أن العرف قد يخصص هذا الشمول ، فيسمى استغراقا عرفيا مثل قولهم : جمع الأمير الصاغة ، أي صاغة مملكته أو صاغة بلده . انظر : ( عبد الله بن هشام الأنصاري ، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، تح : عبداللطيف محمد الخطيب، ط1 مطابع السياسة-الكويت ، 1421ه2000م ، ج1 ص319-320 ، وسيشار إليه: ابن هشام ، مغني اللبيب ) .
पृष्ठ 8
واستعد : فعل مزيد فيه السين لموافقة الفعل الرباعي المجرد ، وهو: أعد ، قال الله تعالى : { أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } (¬1) ، وقال أبو العتاهية (¬2) :
جدوا فإن الأمر جد ... ... وله أعدوا واستعدوا (¬3)
والفاء منه للترتيب الاتصالي (¬4) ، ويحتمل أن تكون للسبب ، وهو أظهر .
¬__________
(¬1) سورة التوبة ، الآية 89 .
(¬2) هو أبو القاسم إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني ، ولد في " عين تمر " قرب الكوفة سنة 130ه 748م ، ونشأ في الكوفة وسكن بغداد ، اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم ، كان يجيد أكثر أنواع الشعر في عصره ، توفي في بغداد سنة 211ه826م. انظر ترجمته في: ( ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج2 ص791 - 795 ) ، (الزركلي، الأعلام، ج1 ص321 ) .
(¬3) هذا البيت هو مطلع قصيدة له ، انظر : ( ديوان أبي العتاهية ، ط دار صادر - بيروت ، 1418ه-1998م ، ص139 ، وسيشار إليه : ديوان أبي العتاهية ) .
(¬4) الفاء حرف عطف يفيد الترتيب من غير تراخ ، أو كما يقال : الترتيب بلا مهلة ، والمعنى هنا أن إعداد الجمال يأتي متصلا بالعزم ، فالفاء تدل على تأخر المعطوف عن المعطوف عليه متصلا به ، بخلاف "ثم " التي تدل على تأخر المعطوف عن المعطوف عليه منفصلا عنه ، ولذلك يقول العلامة ابن مالك في الألفية :
والفاء للترتيب باتصال ... وثم للترتيب بانفصال
... ومثل هذا قوله تعالى : { الذي خلق فسوى } ، ( سورة الأعلى ، الآية 2 ) ، وقوله تعالى : { والله خلقكم من تراب ثم من نطفة } ، ( سورة فاطر، الآية 11 ). انظر :( عبد الله بن عقيل المصري، شرح ابن عقيل على الألفية، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد ، ط16 دار الفكر - بيروت ، 1399ه 1979م ، ج3 ص227 ، وسيشار إليه : شرح ابن عقيل ) .
पृष्ठ 9
والجمال - بكسر الجيم - : جمع جمل (¬1) ، ونصبه على المفعول به من الضمير المستتر في : استعد ، و أل فيه ضرورة ، إذ لم يتقدم له ذكر ، ويحتمل أن يكون نائبا عن المضاف ، أي : جماله (¬2) ، و أل في الجمال الثاني للعهد .
وثم : حرف عطف للترتيب الانفصالي (¬3) .
وعالى : فعل مزيد فيه الألف لموافقة أفعل الرباعي ، وهو أعلا (¬4) .
¬__________
(¬1) ذكر الناظم إعداد الجمال من أجل الذهاب للحج ، لأجل أنها الراحلة المعروفة في ذلك الزمان للأسفار البعيدة ، لما تتمتع به من ميزات تجعلها قادرة على التحمل، وقد نوه الله بشأنها في أمر هذه العبادة نفسها؛ إذ قال سبحانه آمرا خليله إبراهيم - عليه السلام - : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } ( سورة الحج ، الآية 27 ) .
(¬2) مقتضى كلامه أن " أل " نائبة عن المضاف إليه ، لا عن المضاف ، بمعنى أن الأصل أن يقول : عزم الحج فأعد جماله، فلما أتى بأل التعريف نابت عن المضاف إليه، والذي هو هنا هاء الضمير، لأن الأصل في المعرف بالألف واللام أن لا يضاف ، والله أعلم. وهذه مسألة مختلف فيها بين النحويين، أي: هل يجوز أن تنوب " أل " عن الضمير المضاف إليه ؟ ، فمنعه أكثر البصريين، وجوزه الكوفيون وبعض البصريين وكثير من المتأخرين. انظر: ( ابن هشام ، مغني اللبيب ، ج1 ص338 ) .
(¬3) أي أنها تفيد المهلة والتراخي، وقد عطف الناظم بها لتراخي إعلاء الرحال على الجمال عن استعدادها .
(¬4) في اللسان: علا الفرس بمعنى ركبه، ويقال: عاليته على الحمار وعليته عليه، وفي القاموس: علاه وأعلاه وعالاه وعلاه واعلولاه بمعنى صعده. انظر : ( ابن منظور، لسان العرب، علا ج15 ص87 ) ، ( الفيروزآبادي، القاموس المحيط، علا ص1314 ).
पृष्ठ 10
على الجمال : شيئا بعد شيء، على سبيل المبالغة ، وعلى متعلق بعالى (¬1) .
قال عدي (¬2) بن زيد :
طار قلبي فلا يلائم صبري ... ... حين (¬3) عالت على الجمال الخدورا (¬4)
وقال طرفة (¬5) :
¬__________
(¬1) أي شبه الجملة من الجار والمجرور متعلق بالفعل عالى .
(¬2) في ( ي ) قدم بيت طرفة الآتي على بيت عدي .
(¬3) في ( م ) : ثم .
(¬4) الذي وجدته في ديوان عدي بن زيد :
طار صبري فلا يلام اصطباري ... حين عان على الجمال الخدورا
انظر: ( ديوان المرؤة، شرح د. يوسف شكري فرحات، ط1 دار الجيل - بيروت، 1413ه-1992م ، ص179 ) ، وهو يختلف في بعض ألفاظه عما هو هنا ، حتى موضع الشاهد ، وهو لفظ "عالت" التي ذكرها الشيخ هي هنا بلفظ " عان "، ولعل ما ذكره الشيخ في الشطر الأخير أولى ، ويكون المعنى أن قلبه طار معهن حين صعدن على الجمال ، فلم يصبر على فراقهن. والخدور: خشبات تنصب فوق البعير مستورة بثوب. انظر : (الفيروزآبادي، القاموس المحيط " خدر " ص383 ) .
(¬5) هو الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد بن سفيان الوائلي البكري ، ولد في بادية البحرين ، وتنقل في بقاع نجد ، واتصل بالملك عمرو بن هند ، فجعله في ندمائه ، ثم أرسله بكتاب إلى المعكبر ( عامله على البحرين وعمان ) يأمره فيها بقتله ، لأبيات بلغه أنه هجاه فيها ، فقتله المعكبر في هجر ، تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره ، وهو من أصحاب المعلقات . انظر ترجمته في : ( ابن قتيبة ، الشعر والشعراء ، ج1 ص185 - 196 ) ، (الزركلي ، الأعلام ، ج3 ص225 ). وليس المقصود بالبحرين: البلاد الحالية التي تسمى كذلك، وإنما كان يطلق هذا الاسم على المنطقة الشرقية من البلاد السعودية بما في ذلك الهفوف وما حولها من مناطق هجر. انظر : (الحموي ، معجم البلدان ، ج1 ص346-347 ).
पृष्ठ 11
عالين (¬1) رقما (¬2) فاخرا (¬3) لونه ... ... من عبقري كنجيع الذبيح (¬4)
وإنما قدمه جوازا لتمكين القافية .
والرحال - بكسر الراء (¬5) - : جمع رحل .
وأضمر المحكي عنه وهو الحاج ، وهو (¬6) جائز عند العرب وشعرائها .
- - -
2- وأجاب النداء واعتزل ال ... ... أهل وخلى (¬7) الأولاد والأموالا
[ شرح المفردات ]
أجاب ، أي : سارع إلى فعل ما أمر به .
¬__________
(¬1) في ( م ) : عاليا ، والصواب ما في الأصل ، كما في ديوان طرفة .
(¬2) رقما : ساقطة من ( ي ) ، والصواب إثباتها ، كما في ديوان طرفة ، والرقم - بفتح الراء وسكون القاف - : كل ثوب رقم أي وشي برقم معلوم ، ورقمت الشيء : أعلمته بعلامة تميزه عن غيره كالكتابة ونحوها . انظر : (الفيومي ، المصباح المنير ، "رقم" ص90 ) .
(¬3) في ( ي ) : فاجرا ، والصواب ما في الأصل ، كما في ديوان طرفة .
(¬4) انظر: ( ديوان طرفة بن العبد بشرح الأعلم الشنتمري ، تح : دريسة الخطيب ولطفي الصقال ، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1395ه-1975م، ص145 ، وسيشار إليه : ديوان طرفة) . وعبقري : نسبة إلى العبقر بوزن العنبر ، وهو موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن ، ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه ، أو جودة صنعه وقوته ، فقالوا : ثياب عبقرية ، والواحد والجمع عبقري، وهي البسط التي فيها الأصباغ والنقوش، ثم خاطبهم الله بما تعارفوه ، فقال في وصف أهل الجنة : { متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان } ( سورة الرحمن ، الآية 76 ) . والنجيع من الدم ما كان يضرب إلى السواد. انظر : ( الرازي ، مختار الصحاح ، عبقر ص172 ، نجع ص270 ) .
(¬5) في ( م ) و( ع ) : الحاء ، والصواب ما في الأصل .
(¬6) في ( ي ) : وهذا .
(¬7) في ( م ) : وخلا ، والصواب ما في الأصل .
पृष्ठ 12
والنداء (¬1) -بكسر النون مع المد كالمناداة (¬2) -: اسم مصدر من نادى، أي: دعى (¬3) ، ونصبه على المفعول به من الضمير المستتر في أجاب ، و أل فيه للمعهود السابق ، وهو نداء (¬4) إبراهيم الخليل - عليه السلام -، إذ أمره (¬5) ربه بقوله عز وجل : { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق } (¬6) ، فقد روي في النقول (¬7) أنه قام على جبل أبي قبيس ، وقال من قال : في المقام (¬8) ؛ فقال : " يا أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فأجيبوا ربكم "، فقد قيل : إن التلبية إجابة لدعوة إبراهيم ، فقيل : إن من أجاب إبراهيم في ذلك (¬9)
¬__________
(¬1) في ( م ) : الندا ، والصواب ما في الأصل ، لأنها هكذا في البيت .
(¬2) في ( ي ) : كالمنادات ، والصواب ما في الأصل .
(¬3) هكذا كتبها في الأصل، والصواب كتابتها هكذا : دعا، لأن الألف هنا منقلبة عن واو، وليست منقلبة عن ياء، فلام " فعلت " منه واو، فتقول: دعوت، مثل: غزا وغزوت ، وسلا وسلوت . انظر : ( الهاشمي ، المفرد العلم ، ص140 ) .
(¬4) في ( م ) : وهو دعاء .
(¬5) في ( ع ) : أمر ، والصواب ما في الأصل .
(¬6) سورة الحج ، الآية 27 .
(¬7) في ( ع ) : المنقول .
(¬8) وقيل : على الحجر ، وقيل : على الصفا . انظر : ( أبو الفداء إسماعيل بن كثير ، تفسير القرآن العظيم ، تح: د.محمد إبراهيم البنا ، ط1 مؤسسة علوم القرآن-بيروت ، 1419ه-1998م ، ج5 ص2378 ، وسيشار إليه : تفسير ابن كثير ) .
(¬9) في ( ي ) و( م ) زيادة : الوقت ..
पृष्ठ 13
ممن لم يخلق ؛ فهو يحج لا محالة ، ومن لم يجبه ؛ فلا يحج أبدا ، وإنما التيسير من الله والتوفيق للمقل والمكثر (¬1) .
ويوجد أن إبراهيم - عليه السلام - صعد جبل أبي قبيس ؛ فنادى في الناس نحو المشرق والمغرب، وعن يمين القبلة وعن يسارها، فأجابه جميع من يحج (¬2) البيت ، ولبوا من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم ؛ فهم يحجون إلى يوم القيامة على قدر تلبيتهم : من لبى عشرا فعشرا ، ومن لبى واحدة فواحدة " (¬3) .
واعتزل : فعل مزيد فيه الهمزة والتاء ، لمطاوعة الفعل الثلاثي ، وهو عزله ، أي : نحاه .
ونصب الأهل على المفعول به من الضمير المستتر في اعتزل .
¬__________
(¬1) في ( ي ) : والمستكثر .
(¬2) الأفضل : سيحج .
(¬3) رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن عباس بألفاظ مختلفة ، وحكاه الإمام الشافعي في أحكام القرآن عمن يرضاه من أهل العلم ، وأورده ابن كثير في تفسيره ثم قال : " هذا مضمون ما روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف .. أوردها ابن جرير وابن أبي حاتم مطولة " ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : " إن الأسانيد إليهم قوية " .
انظر : ( الطبري، جامع البيان، ج10 ص144-145 ) ، ( محمد بن إدريس الشافعي، أحكام القرآن، تحقيق : عبدالغني عبدالخالق، ط دار الكتب العلمية - بيروت، 1400ه ، ج1 ص120 ) ، ( تفسير ابن كثير، ج5 ص2378 ) ، ( ابن حجر، فتح الباري، ج3 ص409 ) .
पृष्ठ 14
و أل فيه للاستغراق العرفي ، أي : أهله ، وهم أزواجه وذريته ، كما قال الله تعالى : { سيقول لك (¬1) المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا } (¬2) ، فقد جاء في التفسير أنهم أزواجه وذريته (¬3) ، وكذلك قوله عز وجل : { قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول (¬4) } (¬5) ، فالمستثنى من أهله: زوجته وابنه؛ استدلالا بقوله تعالى (¬6) في الزوجة: { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط } (¬7) ، وفي الابن بقوله : { إنه عمل غير صالح } (¬8) ، وفي غير هذا الموضع آل الرجل وأهله : من كان على دينه وملته ، كما قال الله عزوجل : { ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح } (¬9) .
¬__________
(¬1) لك : ساقطة من ( ص ) ، وموجودة في ( ي ) و ( م ) و ( ع ) ، وهو الصواب .
(¬2) سورة الفتح ، الآية 11 .
(¬3) في ( ي ) : أزواجهم وذريتهم ، وهو الأولى ، لأن اللفظ في الآية جمع .
(¬4) زاد في ( ص ) في آخر الآية لفظ : منهم ، وهو ليس في هذه الآية ، وإنما ذلك في آية أخرى مشابهة وهي الآية رقم 27 من سورة المؤمنون ، وفيها يقول الحق سبحانه : { فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم } .
(¬5) سورة هود ، الآية 40 .
(¬6) في ( م ) : عز وجل .
(¬7) سورة التحريم ، الآية 10 .
(¬8) سورة هود ، الآية 46 .
(¬9) سورة هود ، الآية 45-46 .
पृष्ठ 15
وكذلك قيل في قول (¬1) المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم صلي (¬2) على محمد وعلى آل محمد " ، فآل محمد (¬3) هم أهل دينه وملته ، كما قال الشاعر (¬4) :
آل النبي هم أصحاب ملته ... من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا أقاربه (¬5) ... ... صلى المصلي على العاصي أبي لهب (¬6)
¬__________
(¬1) قول : ساقطة من ( ي ) ، والصواب إثباتها .
(¬2) هكذا في ( ص ) و( ي ) ، وفي ( م ) : صل ، وهو الصواب في كتابتها، لأنه أمر مبني على حذف حرف العلة.
(¬3) في ( ي ) : فإنه فآله .
(¬4) قائل البيتين هو نشوان بن سعيد الحميري ، كما ذكر ذلك في كتابه شمس العلوم ، لكن قال فيه : هم أتباع ملته ، وقال : على الغاوي . انظر : ( نشوان بن سعيد الحميري ، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ، تح : حسين العمري وغيره ، ط1 دار الفكر-دمشق ، 1420ه 1999م ، ج1 ص377 ، وسيشار إليه : الحميري ، شمس العلوم ) .
(¬5) في ( ي ) : قرابته ، والصواب ما في الأصل .
(¬6) أبو لهب هو : عبد العزى بن عبد المطلب ، أحد الأشراف الشجعان في الجاهلية ، ومن أشد الناس عداوة للمسلمين في الإسلام ، عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان أحمر الوجه مشرقا ، فلقب في الجاهلية بأبي لهب، مات في السنة الثانية للهجرة بعد بدر بقليل . انظر ترجمته في : ( محمد بن أحمد الذهبي ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تح : عمر عبد السلام تدمري ، ط3 دار الكتاب العربي- بيروت ، 1415ه 1994م ، ج1 ص145، وسيشار إليه : الذهبي ، تاريخ الإسلام ) ، ( الزركلي ، الأعلام ، ج4 ص12 ) .
पृष्ठ 16
وأهل الشيء : صاحبه ، قال الله تعالى : { هو أهل التقوى وأهل المغفرة } (¬1) ، وقوله : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } (¬2) .
وخلى - كصلى - ، أي : ترك ، قال المتنبي (¬3) :
وخلى العذارى والبطاريق والقرى ... وشعث النصارى والقرابين والصلبا (¬4)
والأولاد : جمع ولد ، وهو السليل ذكرا كان أو أنثى .
¬__________
(¬1) سورة المدثر ، الآية 56 .
(¬2) سورة النحل ، الآية 43 .
... وقوله : " وأهل الشيء .. " إلى " .. لا تعلمون " تأخر في ( ي ) بعد قوله : " جمع مال " الآتي ، والصواب المثبت بالأعلى من الأصل ، لتبعية تفسير الأهل لما قبله .
(¬3) هو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الشاعر الحكيم ، أحد مفاخر الأدب العربي ، ( 303-354ه= 915-965م ) ولد بالكوفة ، ونشأ بالشام ، ووفد على سيف الدولة الحمداني فمدحه ، ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي ، ولم يوله فهجاه، ثم رحل إلى شيراز ، وفي عودته إلى بغداد اعترضته جماعة فمات مقتولا ، كتب الكثير عنه ، كما شرح ديوانه عدة شروح . انظر ترجمته في : ( أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، لسان الميزان ، ط1 دار الفكر بيروت ، 1408ه 1988م ، ج1 ص167-169، ترجمة رقم 512 ، وسيشار إليه : ابن حجر ، لسان الميزان ) ، ( الزركلي ، الأعلام ، ج1 ص115 ) .
(¬4) العذارى : جمع عذراء وهي البكر من النساء ، والبطاريق : جمع بطريق وهم قواد الروم ، والشعث : جمع أشعث وهو المغبر الرأس ، والمراد بشعث النصارى : الرهبان ، والقرابين : جمع قربان وهو ما يتقرب به إلى الله ، والصلب : جمع صليب . انظر : ( ديوان أبي الطيب المتنبي ، بشرح أبي البقاء العكبري ، ضبط : عمر فاروق الطباع ، ط1 دار الأرقم - بيروت ، 1418ه-1997م ، ج1 ص78 ، وسيشار إليه : العكبري ، شرح ديوان المتنبي ) .
पृष्ठ 17
والأموال : جمع مال ، والألف من الأموال ألف الخروج والترنم (¬1) .
- - -
3- وعصى العاذلين في الله لما ... ... عذلوه وفارق العذالا
[ شرح المفردات ]
عصى - كجرى لفعل متعد -، أي : أنف ولم يطع .
والعاذلين : جمع عاذل ، وهو اللائم ، ونصبه على المفعول به من عصى.
وفي الله ، أي : في طاعة الله ، وهو الحج .
وعذل - كنصر - أي: لام ، قال لبيد (¬2) :
أعاذل غضي بعض لومك وابصري (¬3) ... ولا تعذليني في الأمور وأقصري (¬4)
والهاء من عذلوه راجعة إلى الحاج .
وفارق العذال ، أي : خالفهم .
¬__________
(¬1) هذه الألف تعتبر زائدة، والشاعر يأتي بها في آخر الشطر أو البيت لضرورة القافية، أي للخروج من البيت ، وليجعل لمنشده ترنما ، ولذلك سماها الشارح " ألف الخروج والترنم " . انظر : ( الهاشمي ، المفرد العلم ، ص155 ) .
(¬2) هو لبيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري: أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، أدرك الإسلام فترك الشعر، عاش عمرا طويلا، توفي عام 41ه - 661م. انظر ترجمته في: ( ابن قتيبة، الشعر والشعراء، ج1 ص274 - 285 ) ، ( الزركلي ، الأعلام ، ج5 ص240 ) .
(¬3) في ( ي ) : واصبري .
(¬4) الوارد في ديوان لبيد يختلف كثيرا في ألفاظه عما هنا - مع اتفاقها في الشاهد - ففيه البيت هكذا :
أعاذل قومي فاعذلي الآن أو ذري ... ... فلست وإن أقصرت عني بمقصر
انظر : ( ديوان لبيد بن ربيعة العامري ، شرح: عمر فاروق الطباع ، ط1 دار الأرقم - بيروت ، 1417ه-1997م ، ص66 ، وسيشار إليه : ديوان لبيد ) .
पृष्ठ 18
والعذال - بضم العين مع تضعيف الذال المعجمة (¬1) - : جمع عاذل على القياس ، وألف العذال ألف الخروج والترنم .
وقوله : " وفارق العذالا " تذييل للاستغناء عنه .
المعنى :
يقول : قد عصى اللائمين وخالفهم حين لاموه عن (¬2) المسير إلى الحج .
- - -
4- فبكى حين ودعوه وأبكى ال ... ... أهل حزنا وداعه والعيالا
[ شرح المفردات ]
بكى - كجرى -: فعل لازم من البكاء ، وهو العبرة والنحيب .
وودعوه ، أي : صافحوه بالتحية للمسير عنهم إلى الحج .
والهاء من ودعوه راجعة إلى الحاج .
ونصب الأهل على المفعول به من أبكى .
و أل من الأهل للاستغراق العرفي .
والحزن -بالضم، وبالفتح مع التحريك (¬3) -: الأسى، ونصبه على التمييز.
¬__________
(¬1) المعجمة : سقطت من ( ي ) .
(¬2) في ( ي ) : على ، وهو الصواب ، لأن اللوم إنما يكون على الشيء لا عنه .
(¬3) أي - بضم الحاء المهملة مع سكون الزاي، أو بفتح الحاء والزاي معا - وذلك مثل : سقم وسقم ، وعرب وعرب، وعجم وعجم . انظر : ( الرقيشي ، مصباح الظلام ، مخطوط ص477 ) .
पृष्ठ 19
والوداع - بكسر الواو (¬1) ، كالموادعة - : اسم مصدر من وادع ، قال أبو تمام (¬2) :
وقفنا على جمر الوداع عشية ... ولا قلب إلا وهو تغلي مراجله (¬3)
¬__________
(¬1) هكذا في الأصل ، والصواب أن اسم الوداع بفتح الواو ، وهو من ودع بمعنى ترك ، قال تعالى مخاطبا رسوله : { ما ودعك ربك وما قلى } ( سورة الضحى ، الآية 3 ) أي: ما تركك ، وتوديع المسافر أهله إذا أراد سفرا بمعنى تخليفه إياهم خافضين وادعين ، وهم يودعونه إذا سافر تفاؤلا بالدعة التي يصير إليها إذا قفل . والتوديع هذا بصيغة " تفعيل " ، أما الموادعة بصيغة " مفاعلة " فهي المصالحة وترك الحرب. انظر: ( ابن منظور، لسان العرب، " ودع " ج8 ص385 ) ، ( الحميري ، شمس العلوم ، ج11 ص7114 ) .
(¬2) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي ، أحد أمراء البيان ، ولد بجاسم من قرى حوران بسورية ، ورحل إلى مصر ، واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته ، فأقام في العراق ، ثم ولي بريد الموصل ، فلم يتم سنتين حتى توفي بها عام 231ه . انظر ترجمته في : ( الزركلي ، الأعلام ، ج2 ص165 ) .
(¬3) انظر : ( ديوان أبي تمام ، تقديم وشرح د. محيي الدين صبحي ، ط1 دار صادر - بيروت ، 1997م، ج2 ص10 ، وسيشار إليه : ديوان أبي تمام ) .
पृष्ठ 20