هذه الكلمة فنفخ فيها، فحملت به ثم وضعته من دون أب، وإذا تصور أن يخلق مخلوق دون أم ولا أب، فتصور خلق مخلوق من أم دون أب أيسر.
وآدم لا يختلف الناس عموما من جميع الديانات أنه خلق من طين، من غير أم ولا أب، وخلقت حواء من ذكر دون أنثى، وخلق عيسى -عليه السلام- بواسطة أنثى من دون ذكر.
" ((وكلمته ألقاها إلى مريم)) ": يعني بواسطة جبريل -عليه السلام-.
" ((وروح منه)) ": النصارى يرون أنه روح منه؛ "من" هذه تبعيضية، فهو بعض من الله -جل وعلا-، وهذا الكلام ليس بصحيح؛ و"من" هذه إما ابتدائية يعني صدرت منه، أو أنها بيانية ، هذه الكلمة أو هذه الروح صدرت منه، هذا النفخ -هذه الروح التي نفخت فيه- صدرت من قبل الله -جل وعلا-.
ففي هذا رد على من رمى أمه بالبغي بالزنا، ورد على من غلا فيه وأفرط حتى جعله إلها يعبد من دون الله كالنصارى، {لقد كفر الذين قآلوا إن الله هو المسيح ابن مريم} [(17) سورة المائدة]، وبالمقابل ما يقوله اليهود، وما تدعيه اليهود.
هذه البتول المبرأة في الكتب السماوية التي يقذفها اليهود بما يقذفونها به، نظير ذلك تبرئة عائشة من فوق سبع سماوات مما رميت به من قصة الإفك.
पृष्ठ 22