نقول: لا يتصور انتفاء شرك إلا بإثبات التوحيد، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
لماذا؟ لأنهما نقيضان، لا ضدان؛ لأنه لا يوجد شخص لا مشرك ولا موحد، الشرك مع التوحيد نقيضان، إذا وجد أحدهما ارتفع الآخر، وليسا بضدين بمعنى أنهما قد يرتفعان، ويحل محلهما غيرهما؛ لأن الفرق بين الضدين، وبين النقيضين: أن الضدين لا يجتمعان لكن يرتفعان، قد يرتفعان، السواد والبياض ضدان، ضدان لا يمكن أن يكون المحل أبيض أسود في آن واحد، لكن قد يرتفعان، قد يرتفعان فيكون المحل أصفر أو أخضر أو أحمر.
لكن النقيضين لا يمكن أن يجتمعا ولا يمكن أن يرتفعا في آن واحد، والتوحيد والشرك من باب النقيض، فإذا وجد الشرك ارتفع التوحيد، إذا وجد التوحيد ارتفع الشرك؛ لأنهما نقيضان، ولذا قال: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} [(151) سورة الأنعام]، طيب وأين دلالة إلا الله الذي هو التوحيد؟
" {ألا تشركوا به شيئا} ": لا إله، إلا الله إثبات للتوحيد، وإثبات لألوهية الرب -جل وعلا- وحده لا شريك له، نقول: إذا حرم الشرك فقد أوجب التوحيد؛ لأنهما نقيضان.
"قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد -صلى الله عليه وسلم- التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى": يقول ابن مسعود، عبد الله بن مسعود أبو عبد الرحمن بن أم عبد، صحابي جليل، مات في خلافة عثمان قديما، ولذا لا يعد من العبادلة، العبادلة الأربعة ليس منهم ابن مسعود، إنما المراد بهم من تأخرت وفاتهم واحتاج الناس إلى علمهم وهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وابن الزبير، هؤلاء تأخرت وفاتهم، وإن كان في المكان الأعلى والموقع الأسنى ابن مسعود من جلة الصحابة -رضي الله عنه وأرضاه-.
يقول: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد -صلى الله عليه وسلم- التي عليها خاتمه فليقرأ": هل أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام-؟
पृष्ठ 22