" {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ": لأنه يستشكل بعض الناس يقول: الناس احنا عشرين ساعة أو أكثر من عشرين ساعة في غفلة!!
نقول: المسلم الأصل فيه أن لا يغفل عما خلق له، وإذا كان على باله تحقيق العبودية صار في عبادة، وإذا كان ينتظر الصلاة فهو في صلاة، وإذا نام من أجل أن يتقوى على طاعة الله فهو في طاعة، وإذا أكل من أجل أن يتقوى على الطاعة فهو في طاعة، فتصير أعماله كلها بما في ذلك ما نفعه محسوس، يكون كله من باب تحقيق هذه العبودية؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما لا تتم العبادة إلا به فهو عبادة.
"وقوله: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [(36) سورة النحل] ": أولا: كلمة التوحيد التي قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا))، وفي وراية: ((حتى يقولوا: لا إله إلا الله، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة)) تحقيق هذه الكلمة الذي هو التوحيد بالإثبات والنفي، بإثبات الألوهية لله -جل وعلا- وحده؛ بدليل الحصر: ((لا إله إلا الله)): لا إله معبود بحق إلا الله -جل وعلا-، وفي معناه قوله -جل وعلا-: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا}؛ لأن هذا التوحيد مما تتفق عليه الشرائع؛ {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}؛ {اعبدوا الله}: بمثابة: ((إلا الله))، {واجتنبوا الطاغوت}: بمثابة: ((لا إله))، فهي تدل على كلمة التوحيد مما يدل على أن كلمة التوحيد مما اتفقت عليه الشرائع.
पृष्ठ 19