51

Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

प्रकाशक

مدار الوطن للنشر

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1427 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

अन्य विधाएं

ركنان: القوة والأمانة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ [القصص: ٢٦]، وقال صاحب مصر ليوسف عليه السلام: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾(١) [يوسف: ٥٤]، وقال تعالى في صفة جبريل: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ﴾ [التكوير: ١٩ - ٢١].

والقوة في كل ولاية بحسبها، فالقوة في إمارة الحرب ترجع


(١) قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: ((كما قال تعالى: ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ وقال صاحب مصر ليوسف: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ جعل الشيخ الأول من كلام الله مع أن التي تقوله ابنة صاحب مدين، وجعل الثاني من كلام صاحب مصر، مع أن الذي قاله عنه هو الله. فيه تناقض؛ لكن فيه فتح باب علم، وهو أن الكلام قد ينسب إلى من قاله مبتدئًا، وقد ينسب إلى من قاله مُبَلِّغًا. فالأول: نَسَبَه إلى من قاله مبلِّغًا، والثاني: إلى من قاله مبتدئًا، ولو قال: وكما قال الله تعالى عن صاحب مصر ليوسف، لكان صوابًا.

فالكلام إذًا يضاف إلى من قاله مبتدئًا، ويضاف إلى من قاله مبلِّغًا؛ ولهذا أضاف الله القرآن إلى جبريل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ فهنا يعني جبريل، وقال: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿٤٠﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ﴾ [الحاقة: ٤٠، ٤١] وهنا يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فأضاف القرآن إلى قوليهما، مع أن قولهما في القرآن تبليغ، والمتكلم به ابتداءً هو الله سبحانه وتعالى.

42