Sharh Kitab Al-Iman Al-Awsat by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
82

Sharh Kitab Al-Iman Al-Awsat by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi

شرح كتاب الإيمان الأوسط لابن تيمية - الراجحي

शैलियों

بيان الأصناف الذين نهى الله عن مقاتلتهم وقد استثنى الله ﷾ صنفين من الناس حيث نهى عن مقاتلهم، الصنف الأول: قال الله فيهم: ﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ [النساء:٩٠] أي: الذين يلجئون ويأتون إلى قوم بينكم وبينهم عهد وميثاق، فهم مثلهم في الحكم نهى الله عن أن نقاتلهم؛ لأن النبي ﷺ لما عقد الصلح بينه وبين كفار قريش كان من بنود العقد: من أحب أن يدخل في عهد النبي ﷺ دخل، ومن أحب أن يدخل في عهد قريش دخل، فمنهم من دخل في عهد النبي ﷺ وهم خزاعة، ومنهم من دخل في عهد قريش وهم بكر، هذا الصنف الأول. الصنف الثاني: قال الله سبحانه فيهم: ﴿أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ﴾ [النساء:٩٠] يعني: ضاقت صدورهم وأبغضوا قتالكم، وكرهوا مع ذلك أن يقاتلوا قومهم معكم، فهؤلاء لا يقاتلون. قيل: إن هذه الآية نزلت في قوم من المؤمنين في مكة أسروا إيمانهم، فلما كانت غزوة بدر خرجوا فيها مع المشركين مكرهين، فنزلت هذه الآية، ومنهم العباس عم النبي ﷺ حين أسر وفدى نفسه. قال سبحانه: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ [النساء:٩٠] أي: إذا اعتزلوكم وسالموكم ولم يقاتلوكم فلا تقاتلوهم.

5 / 7