دون غيره، وقد استعمله المصنف متعديًا للمفعولين بنفسه ولذلك قال: (كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ)، فمجموع هذه الفقرة هو العلم على هذا الكتاب، وقد طابق الاسم المسمى، فإنه كفاية لمن يتحفظ، أي: يتكلف الحفظ، فهو أبلغ من الحافظ، و«نهاية» أي: غاية لمن يتكلف اللفظ أيضًا، وذلك يقتضي التوسعة والزيادة على اللفظ، لكن في القاموس أن لفظ وتلفظ بمعنى واحد، يقال: لفظ الشيء وبه، كضرب وسمع، لفظًا، إذا رماه، ولفظ الكلام: نطق به، وقد صرحوا بأنه مجاز لما فيه من معنى الرمي كما أوضحته في مصنفات النحو. وقد سمينا هذا الشرح: «تحرير الرواية في تقرير الكفاية» (وصنفناه) أي الكتاب، أي جعلناه أصنافًا، أي: أنواعًا وضروبًا، عقدنا لها (أبوابًا)، جمع باب، أصله بوب محركة، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فصار بابًا، ولذلك جمع على أبواب، وهو مذكر، ولذلك يصغر على بويب، ومعناه: المدخل، ويستعمله المصنفون في مسائل متعددة من جنس واحد تقريبًا للمراجعة. أي: جعلنا كل صنف منه في باب على حدة، زيادة في تسهيل حفظه وتقريب تناوله. (فمن ذلك) المذكور من جعل أصنافه أبوابًا أي مبوبةً، زيادة في الضبط، والظاهر أن «من» تبعيضية، والظرف خبر مقدم عن قوله: (باب في صفات الرجال المحمودة) جمع صفة، وقد مر الكلام عليها، وعلى الفرق بينها وبين الوصف، وإن كانت كلها مترادفة بالنسبة لأصل اللغة.
1 / 105