وقوله: «من الأسماء» بيان لما في «كثير» من الإيهام، فهو صفة له، «والأسماء» جمع اسم، وهو يطلق على ما يقابل الفعل والحرف وعلى ما يقابل الكنية واللقب، وعلى ما يقابل الصفة على ما قرر في العربية، وكأنه أراد الإطلاق الثالث لأنه قابله بالصفات. والخلاف في كون الأسماء مشتقة من السمو وهو العلو كما هو مذهب البصريين الذي عليه المعول بدليل التكسير والتصغير، أو من الوسم وهو العلامة كما يدعيه الكوفيون - مشهور مبسوط. وقد أوضحت كلا من المذهبين مع ماله وما عليه في «السمط». والصفات: جمع صفة، وأصلها وصفة، فحذفت الواو منها لما تقرر من وجوب حذف الواو من مضارع مثله، وفعلته عملًا بقوله في الخلاصة:
فا أمرٍ أو مضارعٍ من كوعد ... احذف، وفي كعدةٍ ذاك اطرد
والصفة والوصف والنعت ألفاظ مترادفة من حيث اللغة، وفرق المتكلمون بين الوصف والصفة، فقالوا: الوصف يقوم بالواصف، والصفة بالموصوف، كما فرق أقوام من الكوفيين منهم أبو العباس ثعلب بين النعت والصفة، فقالوا: النعت ما كان خاصًا بعضو كالأعور والأعرج، فإنهما يخصان موضعين من الجسد، والصفة للعموم كالعظيم والكريم. ومن ثم قال جماعة: الله تعالى يوصف ولا ينعت. والله أعلم.
وجملة أودعناه ... الخ. صفة أخرى لكتاب، وأتى مع كونه واحدًا بضمير الجمع الدال على العظمة إظهارًا لملزومها وهو تعظيم الله إياه بالعلم كما قاله «الجلال المحلي» في شرح قول «التاج السبكي»: نحمدك اللهم
1 / 89