وإن اشتهر، والحق أنه مسموع وارد في كلامهم، وأغلفه أرباب التآليف لشهرته، وأشار إليه في المصباح، والله أعلم.
[الغريب]:
وقوله: «من غريب الكلام» بيان «لما يحتاج» في محل نصب على الحال كما هو مقرر في «من» البيانية، والإضافة في «غريب الكلام» من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: ما يحتاج إليه من الكلام الغريب. والغريب - كما أشار إليه السعد في المطول قسمان: غريب حسن: وهو الذي لا يعاب استعماله على العرب، لأنه لم يكن غريبًا عندهم لشهرته بينهم، وتداوله على ألسنتهم، وهو في النظم أحسن منه في النثر، كما أشار إليه السعد والسيد وابن رشيق في العمدة وغيرهم. ومن هذا القسم غريب القرآن والحديث الذي قالوا إن معرفته من الضروريات للمفسر والمحدث كما اشترطوه في شروطهما، ولذلك اعتنى جمع من الأعلام بالتنصيف فيه، وأفرده خلق لا يحصون، منهم أبو عبيدة وأبو عمر الزاهد وابن دريد والعزيزي الذي أقام على ما قيل خمس عشرة سنة يهذب غريبه ويحرره هووشيخه أبو بكر بن الأنباري، وأحسن ذلك مفردات الراغب، قال ابن الصلاح: وحيث رأيت في كتب التفسير، «قال أهل المعاني»: فالمراد مصنفو الكتب في معاني القرآن كالزجاج والفراء والأخفش وابن الأنباري. وقد اعتنى بغريب الحديث القاضي أبو الفضل عياض، وابن الأثير، وابن قتيبة، والخطابي، والهروي وغيرهم.
وغريب قبيح: وهو ما يعاب استعماله مطلقًا نظمًا ونثرًا، وتخلو منه
1 / 87