शर्ह इह्क़ाक़ अल-हक़
شرح إحقاق الحق
अन्वेषक
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
وحصل فيه من مقالاتهم أشياء عجيبة غريبة، وجب البداية به فلهذا قدمناه اعلم أن الله تعالى خلق النفس الإنسانية في مبدء الفطرة خالية عن جميع العلوم بالضرورة قابلة لها، بالضرورة وذلك مشاهد في حال الأطفال، ثم إن الله تعالى خلق للنفس آلات (1) بها يحصل الادراك وهي القوى الحاسة فيحس الطفل في أول ولادته بحس اللمس ما يدركه من الملموسات، ويميز بواسطة الادراك البصري على سبيل التدريج بين أبويه وغيرهما، وكذا يتدرج في الطعوم وباقي المحسوسات إلى إدراك ما يتعلق بتلك الآلات، ثم يزداد تفطنه فيدرك بواسطة إحساسه بالأمور الجزئية الأمور الكلية من المشاركة (2) والمباينة، ويعقل الأمور الكلية الضرورية بواسطة إدراك المحسوسات الجزئية، ثم إذا استكمل العلوم وتفطن بمواضع الجدال، أدرك بواسطة العلوم الضرورية العلوم الكسبية، فقد ظهر من هذا أن العلوم الكسبية فرع على العلوم الضرورية الكلية، والعلوم الضرورية الكلية فرع على المحسوسات الجزئية، فالمحسوسات إذن هي أصول الاعتقادات ولا يصح <div>____________________
<div class="explanation"> (1) وعبر بعض الفلاسفة عنها بخدام النفس تارة وموالي العقل أخرى والفرق بالاعتبار كما هو غير خفي لدى أهل الفن. ثم إن جعلها آلات للنفس إحدى المسالك هنا، وذهب بعض بأنه لا تعدد بين النفس وتلك القوى، وإليه يومئ على بعض الاحتمالات قول الحكيم في نظمه:
النفس في وحدتها كل القوى * وفعلها في فعله قد انطوى.
وفي مسألة النفس مباحث عديدة، منها اتحادها مع الآلات وعدمه، ومنها اتحادها مع العقل وعدمه، ومنها اتحادها مع الروح وعدمه، ومنها انقسامها إلى أقسام مذكورة في كتب القوم طوينا عنها كشحا روما للاختصار.
(2) المشاركة إشارة إلى معرفة الشئ بأمثاله كما أن المبائنة معرفته بأضداده، ومن ثم قيل: تعرف الأشياء بالأضداد والأمثال.
از در رهائى كه پيغمبر بسفت * تعرف الأشياء بالاضداد گفت</div>
पृष्ठ 77