शर्ह इह्क़ाक़ अल-हक़
شرح إحقاق الحق
अन्वेषक
تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي
أقول: غرض المصنف قدس سره أن الكلام الذي فهمه وقرره السلف والخلف من أهل السمع والعقل ليس إلا ما حكموا بحدوثه، فمن أين جاء هذا الكلام النفسي القديم؟، وحاصله أن إثبات الكلام النفساني مع كونه غير معقول مخالف للاجماع، ويؤيده ما نقل السيد معين الدين الإيجي الشافعي في بعض رسائله عن بعض العلماء إنه قال: ما تلفظ بالكلام النفسي أحد إلا في أثناء المائة الثالثة، (1) ولم يكن قبل ذلك في لسان أحد " إنتهى " ولا ريب أن هذا إيراد وارد على الأشاعرة، وأما الجواب الذي ذكره من أن السفه (2) إنما هو في اللفظ دون الكلام النفسي، فهو مأخوذ من قواعد العقائد للغزالي والمواقف للقاضي عضد، وحاصل ما قيل إنه ليس من شرط الأمر أن يكون المأمور موجودا، ولكن يجوز أن يقوم الطلب بذاته قبل وجود المأمور، فإذا وجد المأمور كان مأمورا بذلك الطلب بعينه من غير تجدد طلب واقتضاء آخر (3)، فكم من شخص ليس له ولد، ويقوم بذاته اقتضاء طلب العلم لولداه على تقدير وجوده، فله أن يقدر في نفسه أن يقول لولده: أطلب العلم، <div>____________________
<div class="explanation"> (1) قيل إن أول من تفوه بذلك وأبدى هذه الكارثة أبو محمد عبد الله المتكلم البغدادي من أهل القرن الثالث وأراد بذلك حسب زعمه الجمع بين ظواهر الأدلة النقلية من إسناد الكلام إليه تعالى وصدوره منه وبين المحاذير في الكلام اللفظي وما درى المسكين إنه ابتلى بمحاذير أشد من التصرف في ظواهر الأدلة بعد قيام البراهين السديدة.
(2) وأيضا لا يخفى على أحد إنه كما أن من العبث والسفه أن يتكلم أحد بالكلام اللفظي ولا يكون له فائدة، كذلك من العبث والسفه أن يلاحظ هذه الأمور أزلا وأبدا ولا تكون له فائدة سيما بعد تحقق الإخبار عنه أو تحقق الأمر والنهي وهو ظاهر منه. " قده " (3) نظير الواجبات المشروطة أو المعلقة التي حققها المتأخرون في كتب الأصول بما لا مزيد عليه.</div>
पृष्ठ 222