Sharh Hisn al-Muslim
شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
प्रकाशक
مطبعة سفير
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
وأفضل الحجاج أكثرهم ذكرًا لله، وأكثر المتصدقين أكثرهم ذكرًا لله ﷿ ... وهكذا سائر الأعمال.
الرابعة والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية، أو مالية، أو بدنية ومالية كحج التطوع، وقد جاء ذلك صريحًا في حديث أبي هريرة ﵁: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ﷺ فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون؟! فقال: «ألا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع ما صنعتم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة ...» الحديث (١).
فجعل الذكر عوضًا عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد، وأخبر أنهم يسبقونهم بهذا الذكر.
الخامسة والخمسون: أن ذكر الله - تعالى - من أكبر العون على طاعته؛ فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
السادسة والخمسون: أن ذكر الله - تعالى - يُسَهِّل الصعب، ويُيسِّر العسير، ويخفف المشاق.
السابعة والخمسون: أن ذكر الله ﷿ يذهب عن القلب مخاوفه
_________
(١) رواه البخاري برقم (٨٤٣)، ومسلم برقم (٥٩٥). (م).
1 / 19