المؤيدين بالزلفى والعصمة، وعَلى آله وَأَصْحَابه أولي الْعَزْم والهمة، الَّذين أَحْسنُوا لَهُ الْخدمَة ونقلوا إِلَيْنَا علمه، ووصفوا لنا حكمه وهديه وحلمه، وشبههم بالنجوم النيرة فِي اللَّيَالِي المدلهمة، فَرضِي الله عَن تابعيهم وَمن بعدهمْ من الْعلمَاء الْأَئِمَّة، الَّذين جعل اخْتلَافهمْ لنا رَحْمَة، وَقسم لَهُم مَعَ الْعلم طَاعَته الَّتِي هِيَ أجل قسْمَة.
أما بعد:
فقد صنف فِي علم الحَدِيث وَشرف أَهله كتب حَسَنَة مهمة، والعلوم الْمُتَعَلّقَة بِهِ كَثِيرَة يقصر الزَّمَان عَن تَحْصِيلهَا كَمَا يَنْبَغِي، مَعَ فَتْرَة أَهله وكسلهم حَتَّى قَالَ بعض من تقدم: " يَكْفِي من الحَدِيث شمه " فقنع الْجُمْهُور مِنْهُم بالإجازات وَالسَّمَاع من عوام الشُّيُوخ فَلهم فِي ذَلِك نهمة، وتجري بَينهم فِي ذَلِك منافسات وزحمة، وأعرضوا عَن علومه النافعة
1 / 44