147

[aphorism]

قال بقراط: " الغلام لا يصيبه النقرس قبل أن يبتدي في المباضعة."

[commentary]

التفسير: "الصبيان لا يعرض لهم النقرس لعذوبة دمائهم، لأن فضلاتهم قليلة بسبب انصراف الغذاء إلى النماء ولأن التحلل يكثر فيهم لتوفر حرارتهم، فلا يجتمع في أبدانهم من المواد ما يكون سببا للنقرس ولأنه الجماع لهم.متى وجد صبي بنقرس فذلك ميراث. وذكر جالينوس أنه رأى من الخصيان من أصابه النقرس ولم ير من الصبيان من يصيبه ذلك. قال وما يعرض لهم فهو على طريق انتفاخ الركبة بسبب متلاء من لحم كثيرة لا على طريق النقرس ولزومه ادوار ونوائب. وأما الشبان فيصيبهم النقرس كثير لكثرة الفضل في أبدانهم بسبب كثرة الأكل والشرب ولأن فضلاتهم حادة ولأن مصب الفضل إلى أرجلهم يتسع بكثرة الجماع ولأنهم يكثرون الجماع فيهن مفاصل ارجلهم فيصب إليها الفضل كثيرا. وأما المشايخ فلأن فضالتهم وإن كانت كثيرة فهي غير حادة ويضيق طريق مصب الفضل إلى ارجلهم وتقل مجامعتهم فلذلك لا يصيبهم النقرس كثيرا حسب ما يصيب الشبان إلا ان ما يعرض لهم أمراض أخر وهو أن أرجلهم قليلة النقرس لبردها ولقلة الحار الغريزي فيهم ولبعدها من القلب فلا تنحل فضلاتها كثيرا. قال جالينوس وإنما أطلق أبقراط القول بأن النقرس لا يعرض للنساء والخصيان لأن الناس في زمانه كانوا يحسنون تدبيرهم ويلزمون القصد في المطعم والمشرب والمنكح والرياضة وغير ذلك، وأما في زماننا فما أكثر ما يصيب هولاء النقرس لسوء التدبير. ثم يتوارثون مع ذلك لفساد الزروع. قال ويعرض هذا المرض لمن كان ضعيف البدن بالطبع كما أن الصرع يعرض لمن كان ضعيف الدماغ ثم مع ضعف القدمين ليس بلازم أن يحدث النقرس مع حسن التدبير لأنه لا يوجد معه مادة تجري إليها."

30

[aphorism]

قال بقراط: "أوجاع العينين يحلها شرب الشراب الصرف أو الحمام أو التكميد أو فصد العرق أو شرب الدواء."

[commentary]

التفسير: "هذه التدبير ليست تنفع وجعا بعينه للعين ولا في وقت بعينه حتى أن المعالج إذا اشتهي أن يفصد العليل فصده، وإن اشتهي أن يدخله الحمام ويسقيه شرابا فعل ذلك، بل إنما يتنفع أوجاعا مختلفة في أوقات مختلفة. فأما الفصد ينتنفع إذا كان الوجع من امتلاء دموي، ومتى كان الانتفاخ كثيرا أو السيلان مفرطا والحمرة غالبة فيثني إخراج الدم ويثلث ويتبع الفصد بالحجامة لأنها تخرج الدم من الشرايين الدم سيما إذا كانت غائرة، وذلك أن الاوجاع الدموية للعين ربما كانت من الشرايين دون العروق، فلذلك ينبغي أن يتبع الفصد من القيفالين بالحجامة الغايرة ويعقر الأنف, فإنه يسيل الدم من الشرايين، وإن وجد شريان الصدغ فالجانب العليل أو عرق الجبهة ممتليا فليفصد أيضا. وبعد الفصد أن كان النتفاخ يسيرا أو لا سيلان ولا حمرة فليستعمل الشياف الأبيض، وإن لم يكن كذلك فلا يمس العين بالادوية المبردة المغرية أصلا، فإنها لا يبرد عنها المادة سيما إذا كان الإنصباب قويا, لكنها تمنع من التحلل فتهيج بلايا لأن المادة إذا كانت حادة , فإنها تحدث في القرنية تأكلا لأنها إذا لم يتحلل ومردت القرنية خرقها والدواء المبرد المنحدر في هذه الحالة إذا لم يكن قوي التحدير حلب من الوجع ما لا يحتمله صاحبه. وإن كان قوي التحدير حتى يجعل العين لا يحس بالورم الحار العظيم أضعف القوة الباصرة حتى أن صاحبها بعد سكون الوجع يبقي ضعيف العين أو لا يبصر شيئا البتة. وربما يبقي في طبقات العين غلظ جاسي يعسر برؤه، ولكن في هذه الحالات لا يزاد على جلب اللبن في العين وعلى رقيق بياض البيض، وإن وجد في العين نقطة يقدر أنها بثرة فيوضع عليها قطنة قد غمست في ماء السماق المنقع بماء الورد وشيء من كافور ويمسك الجفن هينهنه ويعاود مرات، ولا يقطر هذا الماء في جملة العين لكن يتعمد موضع البثرة بالتكميد بالقطن. فهذا هو الكلام في * العين (94) بالفصد. وأما الدواء فينبغي إذا كان وجع العين من خلط رديء غالب وأما الاستحمام فينفع إذا كان ينصب إلى العين من المواضع القريبة منها رطوبات حادة، وليس في البدن امتلاء أصلا ويعتبر ذلك بالتكميد. فإن سكن الوجع ولم يعاود أصلا أو لم يعاود بأشد مما كان فليس في البدن امتلاء، وإن وعاود بأشد مما كان فبالجري أن يكون في البدن امتلاء فليستفرغ أولا بالإسهال ثم يستعمل الحمام. فأما شرب الشراب فينفع إذا كان قد لحج في عروق العينين دم غليظ وليس في البدن امتلاء، فإنه يذيب ذلك الدم ويلطف ويستفرغه."

31

अज्ञात पृष्ठ