शरह फुसूल अबूक्रात
شرح فصول أبقراط للكيلاني
शैलियों
قال أبقراط: لا الشبع ولا الجوع ولا غير هما من جميع الأشياء * محمود (58) إذا كان مجاوزا لمقدار الطبيعة.
[commentary]
لا * ينبغي (59) أن تدافع الشهوة الصادقة إذا هاجت، فإن الصبر على الجوع الصادق يملأ المعدة أخلاطا صديدية رديئة ويعرض للممرورين من الصبر على الجوع انصباب المرار إلى معدتهم PageVW0P010A وإذا تناولوا شيئا بعد ذلك يفسده. وكذلك الشبع المفرط رديء لأنه يورث * البخر (60) والتخمة والهيضة ولا شيء شر من التخمة، والهيضة شبه التخمة فإنها لو عرضت من الأغذية اللطيفة يعرض منها حميات حادة خبثته وأورام حادة رديئة، فلا جرم ينبغي أن يحترز من الشبع المفرط والجوع المتطاول ويتناول مقدارا معتدلا لم يثقل ولم يهدد الشراسيف ولم ينفخ ولم يقرقر ولم يعرض غثي ولم يحس طعم الغذاء PageVW1P006B في الحشاء، وقد يدل * على (61) أن الطعام معتدل في الكمية أن يعرض منه عظم النبض مع صغر النفس بسبب مزاحمة المعدة الحجاب فيصغر النفس لذلك ويتواتر وتزداد بذلك حاجة القلب، فيعظم النبض، وإن أراد من الشبع عدم الاشتهاء الذي يكون لمرارية المعدة أو لسخونها أو لنزارة تجلب السوداء إليها أو لعدم احتياج البدن إلى بدل ما يتحلل أو لسوء مزاج العصب الحساس الذي في فم المعدة. وعنى بالجوع زيادة الشهوة واشتدادها الذي يحدث من سوء مزاج بارد يعرض لفم المعدة، إما من كثرة انصباب PageVW0P010B السوداء إليه وإما لشدة احتياج البدن إلى بدل ما يتحلل ويخلخله، وقد يكون من الديدان والحيات. فهذه كلها أحوال رديئة تحدث حالات غير محمودة مغيرة للاعتدال والمزاج الصحي.
7
[aphorism]
قال أبقراط * الحكيم (62) : ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ فشفاؤه يكون بالامتلاء، وشفاء سائر الأمراض يكون * بالمضادة (63) .
[commentary]
* أقول (64) : أعلم أن الامتلاء على وجهين: * امتلاء (65) بحسب القوة وامتلاء بحسب الأوعية. الامتلاء بحسب القوة هو أن لا يكون الاذى من الأخلاط * لكميتها (66) فقط بل لردائة كيفيتها تقهر القوة ولا تطاوع الهضم والنضج، فيكون صاحبها على خطر من الأمراض العفينة وغيرها. وشفاؤه يكون بالاستفراغ. وأما الامتلاء بحسب الأوعية هي أن تكون الأخلاط والأرواح، وإن كانت صالحة في كيفيتها قد زادت في كميتها حتى ملأت الأوعية ومددتها وصاحبها PageVW0P011A يكون على خطر من الحركة، PageVW1P007A فإنه ربما انصدع من شدة الامتلاء عرق وسال الدم إلى المخانق فحدث خناق أو نفث دم. فشفاؤه يكون بالاستفراغ، وما حدث عن الاستفراغ من الخواء والسوسة والضعف فشفاؤه يكون بالامتلاء والمرطب المقوي، ومنهما استفرغ البدن بالفصد وبرد الدم وبرد البدن. فينبغي أن يتناول الحارة الرطبة ليكون شفاء سائر الأمراض بالمضادة لأن الصحة تحفظ بالأشياء المتشابهة والمرض بالأشياء المضادة. وشبه القدماء الصحة بالجسم المستقيم الذي استقامته إنما يبقى عليه بأن لا يمال به إلى جهة والمرض بالجسم الذي اعوج، فإنها مهما أريد استقامته احتيج بأن يمال به إلى خلاف الجهة التي صار إليها ومما يشكل به في هذا الموضع هو أن الصحة قد تحفظ بالضد، فإن المحرور إن لم يستعمل التدبير المبرد والمبرود التدبير المسخن لم يبق واحد منهما على اعتداله وصحته، وكذلك المرض قد يداوى بالمشابه والمماثل. فإن كثيرا من الحميات تتناول PageVW1P011B فيما الأدوية الحارة ويداوى من به استرخاء بصب الماء البارد الكثير عليه، فيبرأ وينحل هذا الإشكال * بأن تعلم (67) أن البدن الحار والبارد * إذا (68) غذى من الغذاء المضاد لهما في المزاح يكون غذاء بالقوة وتدبير الصحة بالإطلاق من القول بالمشاكل لا بالمضادة لأن الغذاء في التحقيق هو الذي يكون بالفعل. فأما مادام بالقوة وفي سلوك الاستحالة إلى جوهر البدن PageVW1P007B فلا يكون في الحقيقة غذاء والغذاء بالفعل هو الذي صار جزءا للبدن. فأما مادام كيلوسا في المعدة أو دما في العروق أو رطوبة رذاذية على فرج الأعضاء، فإنه يكون غذاء بالقوة لأن شانه أن سيغذو وإذا كان الأمر على هذا فإن الغذاء إذا كان مضادا في قوته لمزاج البدن فإنه * كما (69) يعدله بالمضادة ينسلخ عن مزاجه بتأثير البدن فيه ويكسيه مزاجا مثل مزاج نفسه حتى إذا صار جزءا للبدن صار مثله في المزاج والقوام وسائر الأحوال، فيكون مشاكلا. أما قبل أن يكون غذاء في التحقيق فليس هو داخل في باب الإخلاف عليه بل PageVW0P012A ينزل منزله الهواء البارد الذي يعدل حرارة القلب، ولعل حفظ صحة هؤلاء بوحد مركبا من التدبيرين الذين أحدهما يسمى التقدم بالحفظ والآخر حفظ الصحة. * فيكون الغذاء المضادة لمزاج البدن بما بعدله يدخل في باب التقدم بالحفظ لا في باب حفظ الصحة (70) وبما يخلف عليه بدلا مما نقص عنه يدخل في باب حفظ الصحة، ويكون ذلك بالمشاكل. فكذلك لو سلمت رأي جالينوس بأن مراد أبقراط الحكيم من الامتلاء والاستفراغ ما لم * يحدثان (71) ، * أي يحدثان (72) مرضا إن لم يقابل بضده كل واحد منهما أي إن لم يستفرغ الامتلاء أو يملأ البدن من الاستفراغ يحدثان مرضا كان هذا التدبير هو التقدم بالحفظ، * وإن (73) * فهمت (74) عنهما * الأمراض (75) الحادثة من الاستفراغ والامتلاء يكون العلاج البسيط والشفاء البحت أن يقابل الامتلاء بالاستفراغ والاستفراغ بالامتلاء. وإن فهمت أنهما أخذا يحدثان المرض كان هذا التدبير مركبا من التقدم بالحفظ ومن PageVW1P008A الشفاء لأنه يدفع ما يتوقع حدوثه ويزيل ما وقع لأن PageVW0P012B أحوال البدن تحسب نسبتها إلى ما يحتاج إليه من التدبير خمسة: أحدها أن يكون البدن صحيحا حصة لا يذم من أحوالها شيء، فتدبير هذا البدن هو حفظه على ما هو عليه من الصحة فقط. والثاني أن يكون البدن صحيحا إلا أنه ليس بحيث لا يذم من صحته شيء أصلا إما لأنه ضعيف القوة أو لأن صحته مؤذنة بالزوال ان لم يعن بها إلا أنه لم يزل بعد شيء منها، وتدبيره التقدم بالحفظ * ولو كان في الحقيقة هذا التدبير مركبا من حفظ الصحة ومن التقدم بالحفظ (76) وهذا قسم ثالث. والرابع أن تكون الصحة قد أخذت تزول، وهذا التدبير مركب من التقدم بالحفظ ومن الشفاء لأن ما قد زال من الصحة يحتاج إلى المداواة وما هو مزمع بالزوال مقدم بالحفظ لئلا يزول. والخامس الأبدان التي قد زالت صحتها وتدبيرها في هذا الحال المداواة والشفاء البحت. وأما ما سبق من الشبهة في استعمال التدبير المسخن في الحميات فليس هو لمداواة المرض بل لتقطيع الأخلاط اللزجة وتلطيفها وتفتيح السدد وللإعانة PageVW0P013A على النضج. وأما صب الماء البارد كما سيجيء إنما يستعمل لتنعكس بذلك حرارته وتجتمع في عمق البدن فيهجم على المرض البارد بالدفع، فيكون الشافي للمرض هو نفس الحرارة التي ضد له والبرد هو الجامع الحاصر لها لتقوى على الفعل.
8
[aphorism]
अज्ञात पृष्ठ