181

शरह फुसूल अबूक्रात

شرح فصول أبقراط للكيلاني

الحار المقيح أي الحار المائل إلى الاعتدال الشبيه بحرارة البدن لأن الأشياء الحارة الزايدة على حرارة البدن تحرق المادة وتغلظها والفاتر النافض منه لا يقدر على الانضاج. لا يحصل النضج إلا من الأشياء الشبيهة بالحرارة الغريزية في حرارتها ولكن ليس في كل قرحة وورم كالحمرة والجمرة والنار الفارسي فإنها ورم صفراوي حار يابس لا يجمع ولا يحتاج مادتها اليابسة إلى الضماد والنضج وكالأورام السرطانية فإن * عاديتها (2555) يابسة أرضية لا تنضج ولا تجمع كسائر القروح. ولا تستعمل أيضا المنضجات في الطواعين والأورام الخبيثة والآكلة فلا جرم يكون الحار مقيحا لكن ليس في كل قرحة. وكل ورم يؤول أمره إلى النضج والتقيح كان * دليل (2556) سلامة * وافيا (2557) من فساده فكما أن الشيء البارد يصلب الجلد ويخشنه فالحار بضده يلينه ويرققه لأنه يحل ويرخي. وإنما يسكن الوجع لأنه إن كان من سوء مزاج حار مفرط كان الحار المعتدل في الحرارة بالنسبة إليه * باردا (2558) فيعدله ويحلل مادته وإن كان من سوء مزاج بارد استرجعه إلى الاعتدال وأعان الحرارة الغريزية على نضج المادة الباردة وتحليلها ويكسر سورة البرودة التي ينتفض * منها (2559) البدن لدفع أذاها سواء كان من داخل أو خارج، وتنتشر الحرارة الغريزية بمصاحبته ومعونته PageVW1P164B فيدفع بسبب النافض والتشنج والتمدد من الأمراض العصبانية القليلة الدم والحرارة فمتى جلبت ودفعت مادتها وسخن جرمها ومتى اختفت في الدماغ البخارات الغليظة الكثيفة وارتقت الحرارة المعتدلة من الشمومات والرطوبات والسعوطات وغيره نهضت الحرارة الغريزية الدماغية بمعونة تلك الحرارة إلى تحليل البخارات ودفعها فتزيل الثقل العارض في الرأس وكيفيته الحارة المعتدلة تنفع العظام خصوصا العظام المعرى من اللحم كعظام الرأس العديمة الدم واللحم لأنها باردة المزاج فتعدلها الحرارة. وإنما قال خاصة لعظام الرأس لأنها باردة في مزاجها * قليل (2560) لحمها مع أنها محيطة على الدماغ البارد الرطب فيكون أنفع لها من غيرها وينفع أيضا للأعضاء العصبانية الباردة المزاج ويحدث فيه سوء مزاج بارد مكثف لعومات؟؟؟ عروقه مغلظ لدم الطمث فيكون سببا لاحتباسه. ولو * انتقلت (2561) الكيفية الباردة من الإحليل إلى المثانة العصبية الباردة المزاج وغلبت عليها فربما أحدثت فيها عسر البول وهو أن يخرج بلا إرادة بسبب سوء المزاج البارد * الذي (2562) عرض عليها وأضعفها، وقد يحدث منه تقطير البول لضعف جرم المثانة وبرد مزاجها، وربما أحدثت * احتباس (2563) البول لضعف حس المثانة المخدرة لها البرودة فلا تحس بلذع البول ومتى أصاب المقعدة برد شديد فتسكن هي وتمدد الأمعاء فيؤدي إلى * التزحر (2564) وهي حركة من المعاء المستقيم يدعو إلى البراز اضطرارا. وإن تصاعدت الكيفية الباردة إلى الأمعاء حدثت PageVW1P165A القراقر والنفخة بسبب برد مزاجها. وتنفع أيضا كيفية الحرارة الغير المفرطة لكل موضع أصابه برد وسد منافس الحرارة واحتقنت فيه فيصلحها وتنتشر الحرارة المحتبسة في العضو. ويعني بما أقرحه البرد تفرق اتصال يعرض في الجلد بسبب استيلاء اليبوسة والبرودة كما تعرض الفتوح والشقاق في الأطراف القليلة الحرارة في زمن الشتاء. وتنفع أيضا الحرارة المعتدلة القروح التي تسعى مثل الحصف وهي بثور شوكية كالذرة تنفرش في ظاهر الجلد * وسببها (2565) رطوبات رقيقة حارة كأنها أثفال العروق المستعيقة على الرشح إذا احتقنت وامتنعت عن الخروج عند انسداد المسام بالبرد فبثرت على سطح الجلد كبنات الليل وهن بثور تعرض في البرد * والليل (2566) وسببها احتباس ما يجب أن يتحلل * لحصافة (2567) الجلد وضيق المسام من صدمة الهواء البارد. وإنما قال يسعى لأن الحصف تسعى وتزيد في كل يوم في الأعضاء الكثيرة العرق القليلة الاغتسال إذا صادفها الهواء البارد وإذا انتشرت البخارات عند هضم الطعام في الليل * وازدادت (2568) المسام ضيقا لبرد الهواء وغور الحرارة تسعى وتزيد بثور بنات الليل ومثل ما يعرض في الفلغموني العظيم الحجم إذا بلغ من عظمه أن يسد مسالك الروح فصب الماء المعتدل في الحرارة والبرودة يفتح المسام ويحل ويذيب الخلط السمي حتى تتصاعد منه الأبخرة المؤذية ويصلح الروحي ويعدله * ويجذبه (2569) إلى العضو وينقي العضو من الأوساخ المانعة من الخروج من الأبخرة ولذلك لا تستعمل الأدوية الباردة في الطواعين لئلا يردع مادتها السمية إلى الداخل بل يشترط؟؟؟ ويغسل بالماء الحار ليجذها إلى الخارج ويحلل ما لطف منها

PageVW1P165B

360

[aphorism]

* قال أبقراط (2570) : فأما البارد فإنما ينبغي أن تستعمله في هذه المواضع أعني في المواضع * التي (2571) يجري منها الدم أو هو مزمع بأن يجري منها وليس ينبغي أن يستعمل في نفس * الموضع (2572) الذي يجري منه الدم لكن حوله من حيث يجيء. * وفي ما (2573) كان من الأورام الحارة والتكلع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري لأنه إن استعمل * في ما (2574) قد عتق فيه الدم سوده. وفي الورم الذي يسمى الحمرة إذا لم يكن معه قرحة فهو يضره.

[commentary]

يعني ينبغي أن يستعمل الأشياء الباردة بالقوة أو بالفعل في * ما (2575) حول الموضع الذي يجري منه الدم الغليظ ويكقف ويمسك سيل الدم ويحبسه لأن الشيء البارد والأورام الحارة يسكن وجعها بتبديل المزاج ويضيق مجاري الأخلاط ومسالكها ويغلظ المواد المتوجهة إلى العضو الورم فروعها من الانصباب كما تطلى الجبهة بالأشياء الباردة عند الرعاف ويصب الماء البارد على الرأس طلبا لإمساكه * كذلك (2576) يبرد حوالي القرحة المتفجرة منها الدم أو المزمعة بأن يجري * منها (2577) لا نفس القرحة لئلا يعوض الكيفية الباردة فيها ويحدث الوجع المسخن الجالب للدم كما يجب أن يطلى حوالي الطواعين لا * نفسها (2578) بالأطلية الباردة جدا لئلا ترجع المادة السمية منها وتنتشر في البدن وهذا المعني * فيه (2579) الفصد ويستعمل * في ما (2580) كان من الأورام الحارة والتلكع أي المتغير إلى الحمرة والسوداء ولون الدم الطري فإذا استعمل فيه * البارد (2581) نفعه على سبيل المدادة بالضد وتبديل مزاجه وسكن وجعه ومنع * الخلط (2582) المتوجه إليه. وأما إن استعمل في ما قد عتق فيه الدم وحد فيه فالتبريد يزيد تجميده وتغليظه وسدن؟؟؟ من الحرارة فيه فأحرقه PageVW1P166A وسوده. وتنفع أيضا المبردات في الحمرة الحادثة من الدم الصفراوي لتطفئ آلتها وتكسر عاديتها الحارة بيكفيتها الباردة.

361

[aphorism]

* قال أبقراط (2583) : البارد * ضار (2584) للعظام والأسنان والعصب والدماغ والنخاع، وأما الحار فموافق نافع لها.

अज्ञात पृष्ठ