शरह फुसूल अबूकरात
شرح فصول أبقراط
शैलियों
[aphorism]
قال أبقراط (114): البراز الأسود الشبيه بالدم، الآتي من تلقاء نفسه، كان مع حمى، أو مع (115) غير حمى، فهو (116) أردأ العلامات. وكلما كانت الألوان في البراز أردأ، كانت تلك علامة أردأ، وإذا (117) كان PageVW2P084A ذلك مع شرب دواء، كانت تلك علامة أحمد. وكلما كانت تلك الألوان أكثر، كان ذلك أبعد من الرداءة.
[commentary]
الشرح (118): البراز يكون أسود، إما لاحتراق الأخلاط، أو لدفع الطبيعة مادة سوداوية بالبحران، أو لتناول صابغ كالمري، أو لدواء يسهل السوداء. لكنه إذا كان شبيها بالدم، أعني الدم الجامد، فإن الدم السائل لا يشبهه البراز الأسود. "وأتى من تلقاء نفسه" فذلك إنما يكون عن الاحتراق، لأن الكائن عن الاحتراق، وإن كان عن (119) PageVW0P091A دفع الطبيعة، فإن الطبيعة (120) إنما تدفعه لإضراره بها، فيكون هو الموجب لإخراج نفسه. وكذلك (121) الكائن عن الدواء وتناول الصابغ، مع كون الذي عن الصابغ كحال البراز المعتاد، وإنما لونه فقط (122) فلا (123) يكون شبيها بالدم. وكذلك السوداوي يخالف الدم ببريقه وغليانه، فلا يشبهه، كان عن دواء أو عن دفع بحران. وإنما كان هذا من أردأ العلامات لدلالته PageVW2P084B على سببه، الذي هو الاحتراق. وإن كان (124) من حيث هو (125) خروج ما ينبغي إخراجه، ينفع البدن، فإنه لو بقي محتبسا في البدن بعد تكونه لكان الحال أردأ بكثير، ولا تختص رداءته بالحمى، بل سواء كان مع حمى أو بدونها فهو رديء. وكلما كانت الألوان PageVW1P048A أردأ، كانت تلك علامة أردأ، لدلالتها على زيادة الخروج عن الأمر الطبيعي. وأما إذا كان هذا البراز، أعني الأسود، عن شرب دواء، فهو وإن دل PageVW0P091B على وجوب (126) الاحتراق، لكنه يدل على جودة فعل الدواء، إذ قد أخرج الضار الفاسد، مع كون الاحتراق الذي دل عليه لابد وأن يكون دون ما في الأول، لأنه لو كان ههنا كثيرا، لكانت المادة المحترقة (127) كثيرة وكانت (128) تحوج الطبيعة إلى دفعها بدون الدواء. وكلما كانت الألوان الخارجة عند (129) شرب الدواء أكثر، كانت أبعد من الرداءة، لدلالة ذلك على قلة المادة PageVW2P085A المحترقة، وإلا كان الخارج كله منها؛ لأن إخراج ما هو أشد ضررا -في الغالب- يتقدم خروجه، وكانت علامة على كون الدواء ينقي البدن من جميع المواد، وذلك لا محالة أحمد. وأما إذا كانت الألوان مع الدواء أردأ، فلا يلزم أن يكون ذلك محمودا، لأن ذلك يدل على تقدم فساد شديد.
[aphorism]
قال أبقراط (130): أي مرض خرجت في ابتدائه المرة السوداء من أسفل، PageVW0P092A أو من فوق، فتلك علامة دالة على الموت.
[commentary]
الشرح (131): معنى خرجت، أي خروجها بنفسها، لا عن دواء (132)، فإن ذلك يقال فيه: "أخرجت"، فكون ذلك في ابتداء المرض يمتنع (133) أن يكون عن بحران، وكونها مرة سوداء يمتنع أن يكون الخارج الأسود لتناول صابغ، ومن (134) كونها مرة سوداء يعرف أنها غير طبيعية. وإذا كان الاحتراق في ابتداء المرض، بلغ (135) هذا الحد، فإذا تزيد المرض، وجب أن يفرط الاحتراق، وحتى يقتل.
अज्ञात पृष्ठ