शरह फुसूल अबूक्रत
شرح فصول أبقراط
शैलियों
24
[aphorism]
قال أبقراط: قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندر إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها إنما وينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي.
[commentary]
الشرح هاهنا بحثان.
البحث الأول
(2079) في صلة هذا الفصل بما قبله وهو أن الإمام أبقراط لما أوجب ترك الإسهال إل حين ظهور النضج قال في هذا الفصل وليس ذلك مطلقا فإنه قد يحتاحج إليه في أول المرض الحاد لكن نادرا. ولذلك عبر بلفظة قد وهذه الحاجة في صور. أحدها عند كون المرض مهتاجا كما * قد (2080) ذكرنا، وثانيها * عند (2081) كون المادة كثيرة ويخاف * منها (2082) انصبابها إلى محل الألم * فتتضاعف (2083) البلية. وثالثها عند ميلها إلى جهة الدماغ فيمال بها إلى عكس جهة ميله. ورابعها عند كون القوة ضعيفة لا تقي بالصبر إلى وقت النضج. ومن هذا يعلم أن حكم هذا الفصل أعم من حكم الفصل المتقدم وهو قوله إلا أن يكون المرض مهتاجا. فإن بعضهم ذكر أنه * هو (2084) غير أنه ذكره هاهنا على سبيل التذكير والتأكيد. والحق أنه غيره لما قلنا. وكيف لا وقد قال في الأمراض الحادة ولم يقل في الأمراض المهتاجة وعلى ما ذكرنا يكون الأمر الواجب التقديم ليس هو النضج بل استعمال ما يرد ويردع ويسكن حركة المادة ليتكاثف ويقل حجمها. وحينئذ * تستولي (2085) الطبيعة عليها واستعمال مصلحات المسهل وكسر عاديته وفتح طرق المواد الخارجة. وذلك بتليين الأثفال الخارجة من المعاء. فإن قيل هذا فيه اعتراف بما ذهب إليه الرازي وهو استعمال المسهل الحقيقي في مبادئ الأمراض مطلقا، فنقول: ليس مراده هاهنا بالمسهل ما فيه قوة مسهلة أي قوة سمية بل مراده به ما هو أعم من ذلك وهو ما يسهل بقوة سمية وما يسهل بغير ذلك. وكيف لا ووقد * منع (2086) من استعمال المسهل الحقيقي في مبادئ الأمراض الغير * المهتاجة (2087) وأكد في ذلك. ومع ذلك فاستعمالنا في * ذلك (2088) نادرا خوفا من تحريك المواد فإن أكثر ما يستعمل PageVW1P024A في مثل هذا الوقت الرادعات. ولذلك عبر بلفظة قد وذكر الندرة للتأكيد في ذلك.
البحث الثاني:
قال الفاضل جالينوس: الأمراض المزمنة ينبغي أن ينتظر فيها الإسهال إلى حين ظهور النضج. وأما الأمراض الحادة فقد يمكن أن يفعل ذلك فيها إلا إذا كانت مهتاجة. ومع ذلك الواجب أن يفعل ذلك تجدر وتحرز شديد ونظر شاف. ولذلك PageVW5P054B زاد في قوله إنما ينبغي أن يفعل ذلك بعد أن يتقدم ويدبر الأمر على ما ينبغي فإن استعمال الدواء المسهل في المرض الحاد عظيم الخطر لأن أكثر الأدوية المسهلة حارة يابسة والحمى من حيث هي حمى ليست تحتاج إلى * ما يسخن ويجفف لكنها (2089) تحتاج إلى ضد ذلك، أعني إلى ما يبرد ويرطب. ولذلك ليس يستعمل * المسهل (2090) فيها لأجل الحمى بل لأجل الكيموس الفاعل لها. وإذا كان كذلك فيجب أن يكون الانتفاع بذلك أكثر من الضرر الحاصل من جهة الحمى وإنما يكون كذلك إذا استفرغ الكيموس الضار كله بلا أذى. وذلك بأن ينظر إلى بدن العليل، هل هو متهيئ لذلك وهو أن * لا (2091) يكون قد تقدمه تخمة ولا استعمال أغذية لزجة ولا غليظة ولا هناك تمدد في الشراسيف ولا ورم فيها ولا * في (2092) مجاري الأثفال سدة. فمتى يكون هناك شيء من هذا تقدمنا وفعلنا في ذلك ما يجب فعله. وهذا معنى قوله * في هذا الفصل بعد أن يتقدم فتدبر الأمر على ما ينبغي ومعنى قوله (2093) أيضا في ثانية هذا الكتاب كل بدن تريد تنقيته فينبغي أن تجعل ما يزيد إخراجه منه يجري فيه بسهولة. ثم قال: فظهر مما ذكرنا معنى قوله قد يحتاج في الأمراض الحادة إلى استعمال الإسهال في ابتدائها في الندرة لأنه ليس يكاد الأخلاط المولدة للمرض أن يكون في أولها مهتاجة. وإن اتفق أيضا أن يكون كذلك فليس يكاد أن يكون بدن العليل متهيئ للإسهال لما ذكرنا. وهذا كلام بعيد. أما أولا فإن المفهوم من كلامه أن مراده بالأمراض المحتاجة إلى الإسهال في ابتدائها المهتاجة، ولو فهمنا هذا من كلامه لكان ذلك تكرارا منه. فإنه قد تقدم ذلك منه. وأما ثانيا فإن من تقدمه تخمة أو استعمال أغذية لرخة أو غليظة أو في معدته رياح أو نفخ كيف يتصور أن تكون مواده موجبة لأمراض مهتاجة ومواد هذه حارة لطيفة شديدة الجريان من عضو إلى عضو، والله أعلم.
25
अज्ञात पृष्ठ