शरह फुसूल अबूक्रत
شرح فصول أبقراط
शैलियों
قال أبقراط: إذا جرى من البدن دم كثير فحدث فواق أو تشنج * فهو (14) علامة رديئة.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث أربعة.
البحث الأول
في الصلة: وهو أن أبقراط لما حكم برداءة التشنج الحادث بعد الجراحة * لدلالته (15) على فرط خروج الدم، أطلق الحكم. فإن عادته أن يثبت الحكم في صورة خاصة ثم ينقله إلى ما هو أعم من تلك الصورة. فقال في هذا الفصل: لست أقول ذلك في الدم الخارج بالجراحة على الخصوص بل وفي خروج الدم على أي وجه كان سواء كان * بالرعاف (16) أو بالقيء أو من أفواه العروق أو من غير ذلك، فإنه متى خرج من أي موضع كان وعلى أي وجه كان وأعقبه تشنج أو فواق فتلك علامة رديئة لدلالته على فرط الاستفراغ وخروج الرطوبات المالية لفرج الأعضاء المحركة وخللها. وذكر الفواق لأنه تشنج خاص بالمعدة فإنه من المحتمل أن يكون خروج الدم بالقيء، وهذا متى أفرط أعقبه فواق.
البحث الثاني:
قال جالينوس: ليس ينبغي أن يتوهم أن معنى اللفظة التي قبل هذه اللفظة وهي قوله «من علامات الموت» غير معنى هذه * اللفظة (17) التي أتى بها * بعده (18) * وهي (19) قوله «علامة رديئة»، وليس هذا كذلك. فإن من عادة أبقراط أن يسمي بهذه الأسماء أي قوله «علامة من علامات» أو «علامة رديئة» ما كان من العلامات التي يتبعها الموت كثيرا إلا أن يقول قائل إن اللفظتين تختلفان من طريق الأكثر والأقل. فيكون قوله PageVW1P131B «علامة الموت» يدل على خطر أكثر، و«علامة رديئة» على خطر أقل. والتحقيق في هذا الباب أن يقال إنما قال في هذا «علامة رديئة» وفي الأول «علامة الموت». وذلك لأنه في هذا الفصل * عبر (20) بعبارة تدل على أن خروج الدم في مدة قصيرة * وهو (21) قوله «دم كثير»، وهذه العبارة لا تقال في العرف إلا إذا كان خروجه جملة لأنه إذا كان قليلا قليلا وفي زمان طويل لا يقال له كثير، وإذا كان حدوثه في مدة قصيرة والغرض أن حدوث التشنج والفواق عقيبه فإن الفاء PageVW5P194A تستعمل في اللغة للتعقيب أمكن أن يتدارك ذلك قبل استيلاء الجفاف على الآلات التي حدث فيها التشنج والفواق. فلذلك قال في هذا الفصل «علامة رديئة» ولم يقل «من علامات الموت» كما قال في الأول، لأن هذه العبارة تعطي أن الخطر فيه أشد * وأكثر (22) لأنه لم يعبر فيه بعبارة تدل على أن حدوث التشنج بعد حدوث الجراحة بمدة قصيرة بل بمدة طويلة، وعند ذلك لم يمكن الاستدراك فيه كما إذا كان حدوث ذلك فيه عقيب جريان الدم بمدة قصيرة. فلذلك قال فيما مضى «من علامات الموت»، وقال في * هذا (23) «علامة رديئة». فظهر مما ذكرنا التفاوت بين اللفظتين، وذلك * التفاوت (24) مدلولهما في الرداءة.
البحث الثالث
في معنى الفواق: أما التشنج فقد تكلمنا في معناه بما فيه كفاية. ولنتكلم الآن في الفواق فنقول: الفواق حركة من المعدة مركبة من تشتنج انقباضي مع تمدد انبساطي. وذلك لأن المعدة في هذه الصورة تروم دفع شيء عنها فيكون حالها في هذا الوقت حال من يريد أن يثب فإنه يتأخر إلى خلف ثم يتحرك إلى قدام هذا * إذا (25) كان سببه امتلاء. وإن كان سببه استفراغا فإن الطبيعة تتحرك إلى * قدام (26) هذه الحركة لدفع المؤذي. وكذلك * إذا (27) كان سببه كيفية سمية لذاعة فإن الفواق كالتشنج يكون عن امتلاء وعن استفراغ وعن كيفية سمية لذاعة. ثم هذه الحركة إما أن يكون سببها واردا من خارج أو متحركا من داخل. والخارج كما يعرض * في (28) الهواء البارد، فإنه يوجب الفواق من وجهين: أحدهما من جهة أنه يلزم المادة لفم المعدة فتتحرك الحركة المذكورة لدفعها؛ وثانيهما من جهة أنه كيفية مضادة فتدفعه الطبيعة الدفع المذكور، وإما استعمال ما فيه لذع مثل الخردل والمعجون الفلافلي. والداخل إما أن يكون خاصا بالمعدة أو حاصلا لها بشركة. والخاص إما امتلاء وإما استفراغ. والكائن على سبيل الشركة إما بشركة البدن كله أو عضو واحد. أما البدن كله فكما يعرض في الحميات الحادة، فإنه إذا انصب شيء من مادتها إلى المعدة أنكى فمها وحصل من ذلك الحركة المذكورة PageVW5P194B أو استفراغ عام بحيث أنه يحصل منه في فم المعدة تشنج. وأما العضو الواحد فمثل الكائن * بمشاركة (29) الكبد كما إذا حصل فيها ورم، * غير (30) أن هذا الورم * إذا (31) كان في المقعر أوجب الفواق بالمزاحمة للمعدة فتتحرك الحركة المذكورة لدفع المؤذي. وإذا كان في المجذب أوجب الفواق بما يسيل منه من الصديد إلى فم المعدة فيلذعها ويوجب فيها الحركة المذكورة. وقد يوجب ذلك بالمزاحمة، غير أنه لا يفعل ذلك إلا إذا كان الورم عظيما. فظهر مما ذكرنا أن حركة الفواق حركة حادثة عن الطبيعة على الجهة المذكورة لدفع المؤذي عنها. وأما القيء فهو حركة من المعدة لدفع ما هو مصبوب في تجويفها من طريق الفم. والتهوع حركة من المعدة لدفع ما هو متحلل في جرمها من غير أن يصحبه حركة من المندفع. والغثيان حركة من * المعدة (32) لدفع ما هو متشرب في خملها، وسبب ذلك أحد الأخلاط الأربعة. فهذا هو الفرق بين حركة الفواق وحركة القيء وحركة التهوع وحركة الغثيان.
البحث الرابع:
अज्ञात पृष्ठ