शरह फुसूल अबूक्रत
شرح فصول أبقراط
शैलियों
الشرح هاهنا مباحث عشرة.
البحث الأول
في صلة هذا * الفصل (930) بما قبله وهو أن الإمام أبقراط لما بين * لنا (931) الأوقات التي يجب منع الغذاء فيها * وهي (932) منتهى * المرض (933) ونوائب الحميات، * فإن (934) الغذاء يقدر بحسب مدة المرض في طوله وقصره، شرع في هذا الفصل يبين لنا ما يعرف به ذلك أي وقت النوبة ومنتهى المرض. وأما النطام فإنه * يسيق (935) * لنا منه (936) كلام فيه، * أو نقول (937) العلم به مأخوذ من العلم بالقوة ومن المرض نفسه. أما من القوة فإنها متى كانت قوية على المرض وأثرها فيه ظاهر، كان * ذلك (938) المرض منتظما. وذلك لاستيلائها * وقوتها (939) عليه بحيث أنه لا يغلبها ويخرج بها عن النظام كما إذا كانت ضعيفة. وأما من المرض فإن مادته متى كانت بسيطة، كانت نوائبه جارية في الأخذ والترك على نمط واحد. ومتى كان فيها تركيب، كان أمرها بخلاف ذلك. فلما كان حاله كذلك، ترك الكلام * فيها (940) اتكالا منه على ما ذكرنا. ومما ذكرنا يعرف مراده بالنظام. وأما الفاضل جالينوس فإنه لم يفرق بين مرتبة المرض ونطامه فإنه قال في تفسير هذا الفصل الأمراض نفسها تدل على تناسب نوائب الحميات وعلى نظامها كالغب يدل أن المرض قصير والبحران يأتي سريعا. وقال أيضا أما نظام المرض فهل هو حاد جدا أو مزمن؟ ومن هذا يعلم أنه لا فرق بينهما عنده. قال ابن أبي صادق عنى بالمرتبة حال المرض في الحدة والزمانه. وعنى بالنظام تأليف المرض * في (941) أوقاته كما ذكر في أبيدميا أن لكل واحد من الحميات نظاما. فإن الحمى قد تأخذ PageVW5P022B بقوة وتبلغ غايتها في الشدة ثم تخف عند البحران * وربما (942) تبتدئ وهي هادئة ثم * تستصعب (943) كل يوم إلى * أن تنتهى (944) غايتها عند البحران. واعلم أن هذا الكلام بعيد من الغرض لأن غاية ما ذكره * هو (945) أن الأمراض نظاما وليس هو المطلوب هاهنا بل المطلوب هو أنه كيف * تدل (946) * الأمراض (947) أنفسها على النظام وعدم النظام، وهو لم يأت به.
البحث الثاني
في كيفية * دلالة (948) الأمراض على الأمور المذكورة. أما على * النوائب (949) فظاهر. وذلك PageVW1P057A * أنه (950) إذا علم أن الحمى صفراوية، علم منها أنها تنوب غبا. * وإن (951) علم أنها بلغمية، علم منها أنها تنةب كل يوم. * وإذا علم أنها (952) سوداوية، * علم منها أنما (953) تنوب يوما ويومين لا. وأما على مرتبة المرض فإنه متى علم أن المرض صفراوي خالص، علم منه أنه قصير المدة فكان حادا. ومتى كان سوداويا أو بلغميا، علم منه أنه طويل المدة فكان مزمنا. وأما على نظامه فهو أن المرض إذا كان حادثا عن مادة واحدة، كانت نوائبه آتية على نمط واحد ومنهاج مستو . فهذه كيفية * دلالة (954) الأمراض على الأمور * الثلاثة (955) التي أشار إليها.
البحث الثالث
في علة كيفية دلالة أوقات السنة على ذلك: أما على النوائب * فقال (956) جالينوس إن نوب الحمى في الصيف في الأكثر غبا وفي الخريف ربعا وفي الشتاء كل يوم. قال * هذا (957) إذا كان ابتداء الحميات المذكورة في الفصول المذكورة. وذلك لأن لكل واحد من الفصول الأربعة مادة مخصوصة وللأمراض الحادثة عنها * نوائب (958) مخصوصة. فمتى علم اختصاص كل فصل * بمادته المخصوصة (959) ، علم نوائب الأمراض * الحاصلة (960) فيه. وأما دلالتها على مرتبة المرض * فمعلوم (961) مما ذكرنا وهو أن أمراض الصيف قصيرة المدة. ولذلك حكم * الأوحد (962) أبقراط بقصر الربع الصيفية وطول الخريفية. وذلك لأن هواء * الصيف (963) حار يخلخل المسام ويرقق المادة ويهيئهاعلى التحلل. فإن وجد القوة قوية، أعانها على تحليل مادة المرض، فكان قصيرا. وإن وجدها ضعيفة، أعان على إسقاطها بالتحليل. وأما على النظام فإن أوقات * السنة (964) متى كانت آتية على واجبها لازمة لنظامها، كانت حركة الأمراض الحادثة فيها آتية على نسق واحد ونمط متشابه، فكانت منتظمة. وأما إذا كان الوقت مختلفا، لم تكن الأمراض الحادثة فيه كذلك. وذلك لوجهين. أحدهما اختلاف المواد الحادثة فيه عند اختلاف هوائية لأنك قد عرفت أن لكل هواء فصل مادة * مخصوصة (965) . وثانيهما أنه متى كان كذلك، قاوم الطبيعة في حركاتها وأفعالها. وذلك أنه إذا مال الصيف مثلا في بعض أوقاته إلى برد قوي، أخر النضج وأبطأ بتحليل المادة * وترقيقها (966) . وحينئذ يتأخر البحران فتكون الأمراض الحادثة فيه غير منتظمة. واعلم أن السن والبلد والعادة والمهنة والسخنة والتدبير المتقدم حكمها في دلالتها على الثلاثة المذكورة كحكم الفصل. فإن من كلن سنه سن الشباب، * كان أكثر (967) أمراضه صفراوية * فكانت (968) تنوب غبا وهي قصيرة المدة وكانت حادة وجارية على نمط واحد متى لم تخالطها مادة أخرى * فكانت (969) منتظمة. ومن كان سنه سن الكهولة أو الشيخوخة، * كان (970) أكثر أمراضه بلغمية وكان حالها كذلك. * ومن (971) كان مسكنه بلدا حارا أو باردا، كان أكثر أمراضه * صفراوية (972) PageVW5P023A حارة أو باردة * فكانت (973) * تنوب (974) غبا أو نائبة أو ربعا، وكانت على قياس ما ذكرنا. ومن كان صناعته الحدادة والقصارة * والملاحة (975) ، كانت أمراضه إمأ صفراوية وإما بلغمية وكانت على قياس ما قلناه. ومن كانت سخنته متخلخلة أو مستحصفة، كانت أكثر أمراضه قصيرة المدة أو طويلة. وكانت على قياس ذلك وكذلك الحال في التدبير المتقدم.
البحث الرابع
في الاستدلال على ذلك من تزيد الأدوار: اعلم أن دلالة تزيد الأدوار على الأمور المذكورة تفهم على وجهين. أحدهما ما ذكره الفاضل جالينوس بعد أن تعلم أن مراده * هنا (976) * بالدور (977) النوبة. فإن تزيد * النوبة (978) يعرف من ثلاثة أشياء: تقدم وقتها وطولها وعظمها وشدتها. وهذه الثلاثة إنما تعرف بالقياس إلى نوبة أخرى تقدمت في وقت معلوم. فمتى تقدم وقت النوبة * الثانية (979) عن الأولى * سواء (980) كانت الحمى غبا أو ربعا أو نائبة، * ولبثت (981) زمانا أطول وكانت في ذاتها أشد وأعظم، دل ذلك على تزيد المرض وقوة حركته وقرب منتهاه. فإن انفرد بعض هذه الثلاثة، دل * على (982) ذلك لكن أقل من دلالة الأول. * ودلالة (983) ذلك على المرتبة * ظاهر (984) . فإن * النوائب (985) متى كانت أخذه في * التزيد (986) ، فالمنتهى قريب والمرض قصير المدة. ومتى كان بالعكس، فالعكس. وأما دلالته على النظام * وخلافه (987) فإن التزيد في النوبة إذا كان على نسبة معمولة، كان المرض منتظما. ومتى لم يكن كذلك، كان غير منتظم. واعلم أن الأدوار على هذا التأويل ليس لها دلالة على * النوائب (988) لتقدم العلم بها على العلم مبالتزيداللهم إلا أن يقال إن المرض متى كان منتهاه شديد التقدم، كانت * نوائبه (989) في الأكثر غبا. ومتى كان بالعكس، كانت ربعا أو نائبه. فيكون تزيد الأدوار بهذه الطريقة دالا على * النوائب (990) . الوجه الثاني قد عرفت أن لكل واحد من الحميات * دورا مخصوصا (991) ، فمتى رأينا حمى دورها PageVW1P057B على ما ذكرنا علمنا منه أنها تنوب غبا أو ربعا أو كل يوم وأنها قصيرة المدة أو * طويلتها (992) * وأنها (993) منتظمة أو غير منتظمة. فقوله نائبة كانت في كل يوم يريد به البلغمية أو يوما ويوما لا يريد به الصفراوية الدائرة الخالصة أو في أكثر * من ذلك (994) . الزمان يريد به الربع الدائرة والخمس والسدس والسبع.
البحث الخامس
अज्ञात पृष्ठ