शरह फुसूल अबूक्रत
شرح فصول أبقراط
शैलियों
(2045) : اللحم مادته متين الدم وعاقده الحر والشحم مادته الرطوبة وعاقده البرد، ولذلك صار الحر يذيبه. ولذلك صار يقل في الأبدان الحارة * وعلى (2046) الأعضاء الحارة بدليل قلته على الكبد وكثرته على * الأمعاء (2047) . فإن قيل: هذا ينتقض بالقلب * لأنه (2048) أحر الأعضاء وأكثرها شحما. أجاب الشيخ عن * ذلك (2049) بما هذه عبارته: وإنما يكثر الشحم على القلب فوق كثرته على الكبد للمادة لا للمزاج والصورة ولعناية من الطبيعة متعلقة PageVW1P066B * بمثل (2050) تلك المادة. ومعنى هذا أن الدم الواصل إلى القلب الغالب عليه الدسومة فإنه لما كان أحر الأعضاء كان جذبه للجزء الدسم أبلغ من جذب غيره له لا سيما والطبيعة معتنية فتجذب إليه دسومة متوفرة لترطبه بها تنديه ثم أنها تعقد ما انجذب * إليه (2051) لتمده دائما. اعترض الإمام فخر الدين على هذا الجواب قال: أما لقول الأول ففيه نظر من وجهين. أحدهما أن الدم الذي يأتي * القلب (2052) وينضج بحرارته فهذه الحرارة إما أن * تحلل (2053) ما فيه من الدسومة أو لا تحللها. فإن كان الأول فيلزم أن لا يكثر الشحم عليه لأن تلك الدسومة هي المادة للشحم. وإذا قلت مادة الشحم عند القلب استحال أن يكون * جمود (2054) الشحم عليه بسبب المادة. وإن كان الثاني فيلزم أن لا تكون الحرارة محللة للدسومة ولا مفنية لها وحينئذ يبطل عليهم بهذا أصل عظيم وهو استدلالها باللحم والشحم على مزاج البدن. فإنهم قالوا: إن البدن اللحيم حار المزاج والشحيم بارد المزاج ولذلك صار الشحم يكثر على * المعاء (2055) ويقل على الكبد. وثانيهما * أنه (2056) جعل * تكوين (2057) الشحم على القلب من المادة لا من الصورة مع أنه هو الذي علمنا في كتبه * الحكميات (2058) أن ذلك باطل. * فإن (2059) المادة لا تنفعل وتخلق بنفسها. وأما القول الثاني ففيه اعتراف بأنه ليس * بسبب الجمود للشحم (2060) وعدم جموده برودة العضو وحرارته بل عناية الطبيعة بذلك. وذلك يبطل القاعدة المذكورة وهو أن جمود الشحم وإلا جموده حرارة المزاج وبرودته. واعلم أن أصل الاعتراض مبني على شيء وهو اعتقاد أن الكلام المذكور جوابان لا جواب واحد، وهو * جواب واحد في الحقيقة (2061) . ولذلك لم يعبر عنه بواو الفصل * بل بواو الوصل (2062) . فإنه لم يقل «أو لعناية من الطبيعة بل قال «ولعناية من الطبيعة متعلقة بمثل تلك المادة أي عناية PageVW5P117B الطبيعة بالقلب للتندية * والترطيب (2063) . ومثل هذا القدر لا يتأتى إلا بمثل تلك المادة. ومع ذلك فنقول له في قوله في الوجه الأول من القول الأول: الحرارة إما أن تكون محللة أو لا تكون قلنا محللة قوله يلزم من ذلك أن لا تكثر مادة الدسومة على القلب فلا يكون جموده بسبب المادة. * فنقول (2064) : الذي يلزم من ذلك أن لا تبقى الدسومة على حالة واحدة بل تتغير دائما وتتبدل غير أنه يأتي عوض ما يتحلل لعناية الطبيعة ولحرارة مزاجه فيكون حينئذ الوارد أكثر من المتحلل لأن المتحلل له سبب واحد والوارد له سببان. وقوله في الوجه الثاني أنه جعل * تكوين (2065) الشحم على القلب من المادة إلى آخره، نقول: الشيخ لم يجعل * المخلق (2066) والفاعل للمادة نفسها فإن هذا محال وكيف لا وقد ثبت في غير هذا الفن أن الشىء الواحد يستحيل أن يكون فاعلا وقابلا. قوله في القول الثاني فيه اعتراف بأن سبب جمود الشحم اعتناء الطبيعة لا حرارة المزاج وبرودته. نقول: القاعدة المذكورة صحيحة غير أن جمود الشحم لما كان الغالب على القلب على خلاف القياس قال إن سبب ذلك اعتناء الطبيعة لما ذكرنا، ثم أنه لما أورد على كلام الشيخ ما أورده ذكر جوابا من جهته وهو أن الحار الغريزي لا يجوز أن يذيب الشحم البتة. * بل (2067) لو أذابه لعمل أيضا في الرطوبات التي في * الأحشاء (2068) والأعضاء وأفناها، ثم كان يعمل في اللحم ويجردها ويذيبها كفعل الحار الغريب في أبدان المدقوقين وليس كذلك بل الحار الغريزي هو الحافظ للرطوبات الأصلية. والحافظ للشيء كيف يكون مفنيا له؟ والذي نقوله نحن له: يلزم على ما قلت أن يكثر الشحم على الكبد وفي أبدان المحرورين والشبان والوجود بخلاف هذا. وأيضا فإنه يبطل القاعدة المذكورة وهو أن كثرة الشحم دليل على البرد وقلته دليل على حرارة المزاج. فإن قيل فعلي هذا لا فرق بين الحرارة الغريزية والغريبة لاشتراكهما في التحليل. فنقول: وإن اشتركا في التحليل غير أنهما افترقا في أن الغريب محلل معفن مضعف للقوى البدنية ومغير * للسخن (2069) والغريزي محلل غير معفن * مقو (2070) للقوى ومصلح للسخن. وأجاب نجم الدين ابن المنفاخ عن الاعتراض الأول وهو أن مادة * الشحم (2071) ليس من الدم القلبي حتى لا يقال إن حرارته القوية كيف لا تحللها دائما وإنما هي من الدم الكبدي الآتي إلى غلافه الغشائي * الجوهر (2072) . فإن مزاج الغشاء لا يستحق أن يائتيه دم قلبي لأنه مباين له فتجمد حينئذ بالقوى الطبيعية PageVW5P118A لأنها هي المفيدة لكل مادة صوره بحسب استعدادها. واعلم أن هذا الرجل سلم تحليل الحرارة القلبية لكن منع أن مادة الشحم من الدم القلبي بل من دم الغشاء لأنه كبدي أي غليظ القوام ضعيف الحرارة. وهذا جواب ضعيف فإنه يقال له: فلم لا يتولد الشحم على غشاء الكبد مع أن دمه كيف كان أغلظ وأكثف من دم غشاء القلب أو يقال إن الدم PageVW1P067A الواصل إلى الغشاء * الغالب (2073) عليه البرودة واليبوسة فإن الغذاء شبيه * بالمغتدي (2074) * فإذا (2075) كان كذلك فتكون مادة الشحم فيه قليلة جدا، أو يقال له إن الغشاء المذكور شديد المجاورة للقلب بل هو متحد به في بعض المواضع فلم لا يقال إن حرارة القلب تذيبه وتفنيه. وأجاب علاء الدين ابن نفيس عن الاعتراض المذكور قال: قول الإمام إن تلك المادة تكون من الدم الواصل إلى القلب ممنوع وعلى تقدير تسليمه فقوله إن ذلك * الدم (2076) في غائة النضج باطل. * وذلك (2077) لأن الدم الواصل إلى القلب قريب العهد بالتكوين ويأتي إليه من مكان قريب فلم يكن طال زمان تردده في الأوردة حتى يكمل نضجه فيها فيفضل * منه حينئذ (2078) فضلة مائية ثم أن القلب يستعمل منه ما كان حارا قليل المائية * لضرورة أن (2079) الغذاء يجب أن يكون شبيها بالمغتدي ويتولد من الباقي جوهر الروح وهو ما كان الغالب عليه الجوهر الهوائي والناري وما لا يصلح * لذلك (2080) يتولد عنه الشحم. وهذا الكلام فيه نظر من وجهين. أحدهما أنه لم ينقل كلام الإمام على صيغته. وذلك أنه لم يقل إن الشحم إنما يكون من الدم الواصل إلى إلى القلب إلى آخره، بل إن الدم الذي يأتي القلب ينضج بحرارته. فتلك الحرارة إما أن تحلل ما فيه من الدسومة إلى آخره. وثانيهما قوله إن الدم الواصل إلى القلب لم يطل تردده في العروق بسبب قرب المسافة فتكون مائيته متوفرة إلى آخره. نقول: كيف يتصور هذا والطبيعة المدبرة للبدن ترسل إلى كل عضو من الدم ما يناسبه ويملائمه * أو هو (2081) يجذب بذاته ما يناسبه. والدم الواصل إلى القلب الغرض منه شيئان. أحدهما تغذية القلب نفسه وثانيهما توليد الروح. فبالنظر * إلى (2082) الأول يجب أن يكون الغالب عليه الحرارة * واليبوسة لا البرودة والرطوبة. وبالنظر إلى الثاني يجب أن يكون الغالب عليه والحرارة (2083) واللطافة لا البرودة والرطوبة. ثم ولو فرضنا أن الأمر على ما ذكره لزم أن يكون الشحم على الكبد أكثر مما هو على القلب لأن دمها أقل نضجا وأغلظ جوهرا وأبرد مزاجا وأقرب مسافة، والوجود بخلافه. وأجاب نجم الدين ابن المفتاح عن الثاني بجواب هذه عبارته وهو أن معنى كلام الشيخ لا للمزاج * والصورة (2084) لا أنه يريد أن يكون ذلك الشحم من غير مزاج وصورة. وعلى هذا PageVW5P118B يندفع الإشكال المذكور. واعلم أن المفهوم من هذا الجواب أن المكون * للشحم (2085) مزاج الغشاء وصورته ويرد عليه ما ذكرناه وهو أنه * لم لا يكثر تولده (2086) على غشاء الكبد والعظام وغيرها من الأعضاء الباردة ويعود إلى آخره؟ وأجاب علاء الدين ابن النفيس عن هذا الاعتراض بأن الشيخ لم يجعل تكون الشحم الذي هناك من المادة فقط من غير فاعل بل جعل كثرة الشحم لكثرة المادة هناك لا لقوة الفاعل. فقول الشيخ لم يجعل المادة هي المكونة والمصورة حتى يرد عليه أصل الاعتراض من فخر الدين. بل هي القابلة * والفاعلة (2087) للانعقاد والجمود عناية الطبيعة. وأجاب عن الثالث أن يكون تلك الكثرة لعناية الطبيعة لا يلزم منه أن تكون العناية هي العاقدة بل يجوز أن تكون هي الآتية بالمادة ثم يقرب إليها الفاعل الذي هو العاقد. وهذا جواب ضعيف وهو أن يطالبه بالعاقد فإنه إذا لم تكن العناية هي العاقدة فإما أن يكون البرد أو الحر. والأول باطل فإن القلب أحر الأعضاء والثاني باطل لأن الحرارة مذيبة لا عاقدة. ثم بعد هذا اختار علاء الدين ابن النفيس وجها آخر في انعقاد الشحم على القلب وهو أن انعقاد الرطوبة تارة تكون * للبرودة (2088) وتارة * لليبوسة (2089) . وإذا كان كذلك فمائية الدم ودسومته تارة تصير شحما بسبب البرد * كما (2090) على المعاء وتارة بسبب اليبوسة * كما (2091) على القلب. فإن قوة الحرارة تحلل الرطوبة نفيها ثم تنعقد المادة كما نشاهد في السكر. وهذا كلام ضعيف فإنه لو كان انعقاد الشحم على القلب لليبوسة كما في السكر للزم أنه إذا جعل في * شمس (2092) * حارة (2093) أن يجف ويصلب قياسا على السكر، والوجود بخلافه. فثبت أن العاقد له ما ذكره الشيخ وهو عناية الطبيعة لا ما ذكره هذا الرجل. فهذا ما أردنا أن نذكره في هذا البحث، * والله (2094) أعلم.
45
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الصرع إذا كان حدثا فبرؤه منه يكون خاصة بانتقاله في السن والبلد والتدبير.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث ثمانية.
البحث الأول:
في صلة هذا * الفصل (2095) بما قبله وهو أن الصرع يشابه السكتة والغشي في سكون بعض الأفعال وضرر الأفعال النفسانية ويشابه الخنق في كثرة الاضطراب والحركة وغيبة الذهن وفي ظهور الزبد أيضا.
البحث الثاني:
الصرع علة تمنع الأعضاء النفسانية عن أفعال الحس والحركة والانتصاب منعا غير تام. وسببه إما قريب وإما بعيد. والأول إما خاص بالدماغ وإما حادث له على سبيل الشركة. والخاص إما مادة بلغمية وهو * الأكثرى (2096) الوجود لميل مزاج الدماغ إلى مزاج PageVW5P119A هذه المادة، وإما مادة سوداوية وهو الأقلي الوجود، وإما مادة دموية وهو متوسط الوجود، وإما مادة صفراوية وهو بعيد الوجود. فإن الصفراء يتغذر إيجابها السدة بحيث أنها تمنع القوة المحركة * والحساسة (2097) من النفوذ. قال جالينوس في كتاب الحميات PageVW1P067B : الأخلاط توجب * السدة (2098) إما لكثرتها وإما لغلظها وإما للزوجتها.فالصفراء توجب ذلك بالكثرة والبلغم باللزوجة والسوداء بالغلظ والدم بالغلظ والكثرة. * والكائن (2099) بالشركة إما ان يكون بشركة البدن كله كما إذا حصل فيه امتلاء وارتفع منه بخار إلى الدماغ واجتمع فيه على سبيل التصعيد ثم قطر منه رطوبات وملأت بطونه ملئا غير تام أو يكون البخار ومؤذيا بالكيفية السمية ورداءة الجوهر كما يعرض عقيب لسغة العقرب. وإما أن يكون بشركة عضو واحد. وذلك إما * المعدة (2100) * وذلك (2101) عندما يجمد فيها الدم أو لللبن أو يكون فيها دواء * مخدر (2102) أو المراق وهو عندما * يحتبس (2103) فيه * مادة (2104) * محرقه (2105) أو الرحم وهو عندما يحتبس * فيه (2106) المادة الطمثية أو المنوية. والمنوي أردأ من الطمثي * لأن (2107) مادته * أقبل (2108) * للاستحالة (2109) إلى الكيفية السمية. ولذلك صارت أعراضه أشد والبعيدة * مثل الإفراط (2110) في المآكل والمشارب لا سيما * المولد (2111) للبلغم والحمام والحركة والجماع على الامتلاء.
अज्ञात पृष्ठ