शरह फुसुल अबूक्रात
شرح فصول أبقراط
शैलियों
[commentary]
قال عبد اللطيف: يريد بالإعياء هنا الألم العارض عقيب الحركة المفرطة لأعضاء الحركة بحيث لا يقدر على المعاودة على الفور إلا بجهد. ومن استراح وتسكن حينما يبتدئ به الإعياء، وقبل أن يتمكن، لم يحدث له إعياء، فإن من أخذ يقطع مسافة (287) * طويلة، فصار كلما أحس بالإعياء استراح، ثم عاود المشي، قطع المسافة (288)ولم يعرض له إعياء، فإن مشى مشيا متواصلا عرض له إعياء، وربما لم يبلغ غاية المسافة. وقوله: "في كل حركة يتحركها البدن" أي هذه القضية صادقة في كل حركة للبدن بأسره، كحركة اليد والرجل والرأس والعين وسائر الأعضاء، وهذا الفصل فائدته في تدبير الأصحاء أظهر منها (289) في تدبير المرضى، مع أنه لا غنى في تدبير المرضى عنه، فإن المريض قد يحتاج أن يتحرك أو يحرك إما ضرورة وإما منفعة وإما شهوة PageVW0P040B وغير ذلك.
[فصل رقم 74]
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتاد تعبا ما، فهو وإن كان ضعيف البدن أو شيخا، فهو أحمل لذلك التعب الذي اعتاده، ممن لم يعتده، وإن كان شابا قويا.
[commentary]
قال عبد اللطيف: اعلم أن الأعضاء التي تراض وتحرك كثيرا تصير أقوى من غيرها ويغلظ PageVW3P047B جلدها وربما تمحل (290) وتثفن، لأنه أول ما يلقى الحركة يعيى (291) ويضعف ويدمي (292)، وإن كان يلاقي أشياء صلبة ولها حدة كالمقصين والمطرقة والإبرة وغير ذلك، فإذا دام على ذلك أرسلت إليه الطبيعة جوهرا صلبا كالجنة والوقاية وكونت منه جسما قويا PageVW2P046B قليل الإحساس مقاوما لملاقاة تلك الصلابات، ولا يفعل ذلك إلا بمقدار الحاجة، وفي موضع الحاجة، ووقت الحاجة، ويسمى هذا الثفنات تشبيها (293) بثفنات البعير وهي مباركه التي تلقى الأرض ويسمى المحل وأثر العمل. وكل إنسان له رياضة تخصه، وتعب قد اعتاده، فيقوى ذلك العضو المستعمل في تلك الرياضة فيصير الإنسان لذلك أحمل لما اعتاده مع كثرته وقوته ممن لم يعتده، وإن كان ما يستعمل منه قليلا وضعيفا، ويصير الضعيف البدن والشيخ أحمل لذلك التعب الذي اعتاده - مع كثرته - من الشباب القوي إذا لم يكن قد اعتاده، وإن استعمل منه قليلا. وكثيرا ما يرى الفلاحين والمكارين والحمالين (294) وغيرهم من أرباب الرياضات أضعف كثيرا ممن اعتاد (295) الرفاهية والخفض، لكنه يقدر على الفعل الذي PageVW1P036A اعتاده، ويعجز عنه المترفه مع قوته. واتفق لي في سفري عن مصر أن احتجت إلى شد حبل من الليف وعقده، وكان معنا شاب قوي جدا لكنه من أرباب الدعة فأخذ يمارس الحبل زمانا فعجز عنه، فأتى شيخ حمال ضعيف فلواه في أسرع وقت وأحكم عمل، ففكرت في ذلك وإذا بيد (296) الشاب القوي ناعمة مترفة تتألم من ممارسة الحبل وتتسلخ جلدتها، وأمسكت (297) يد الحمال فوجدتها أخشن من الحبل وأصلب من الحجر، تؤثر في الحبل ولا يؤثر فيها، فعلمت أن قوة الآلة، أعني يده (298) وخشنها، هي التي أعانته، لا قوته في نفسه؛ وأن نعومة يد الشاب هي التي خانته، لا قوته.
[فصل رقم 75]
[aphorism]
قال أبقراط: ما قد اعتاده الإنسان منذ زمان طويل، وإن كان أضر مما لم يعتده، فأذاه له أقل؛ فقد ينبغي أن ينتقل الإنسان إلى ما لم يعتده.
अज्ञात पृष्ठ