शरह फुसुल अबूक्रात
شرح فصول أبقراط
शैलियों
[commentary]
قال عبد اللطيف: ذكر نوعين عامين من أنواع الأمراض وهما: الامتلاء، والاستفراغ. وعرف أن مداواة الامتلاء تكون بضده، أعني الاستفراغ. ومداواة الاستفراغ تكون بضده وهو (113) الامتلاء، ثم ذكر حكما عاما (114) شاملا لجميع أنواع الأمراض، وذلك قوله: وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة. ويريد بالامتلاء والاستفراغ ما أفرط حتى صار مرضا. وقوله: يحدث هو فعل حال أو مستقبل، ولا يجوز أن يقال حدث بصيغة الماضي لأن المرض إذا حدث عن الامتلاء ثم زال ذلك الامتلاء ولم يكن موجودا فلا يكون شفاءه بالاستفراغ، وأما إذا كان المرض ها هو ذا حادث (115) عن الامتلاء أو سيحدث فشفاؤه يكون باستفراغ PageVW3P037B تلك المادة. أما استفراغ المادة في المرض الذي هو في الحدوث فهو مداواة المرضى. وأما استفراغ المادة التي يتوقع عنها حدوث مرض، فهو من باب التقدم بحفظ الصحة. والامتلاء يفهم منه كثرة الكيموسات الزائدة في الكم أو في الكيف PageVW0P031B أو فيهما جميعا. وأما الاستفراغ الذي هو مرض فلا يكون إلا عن كيموس صالح في الكم، للبدن إليه حاجة والغذاء يخلفه. وأنواع الاستفراغات كثيرة: بالقيء، والاختلاف، والعرق، والجماع، والفصد، والتعب، والصوم، وغير ذلك. وعلاج الجميع إخلاف ما خرج عن البدن في أسرع ما يقدر عليه. وقد ظن قوم أن الاستفراغ لا يحدث مرضا البتة كأنهم يتوهمون أن المرض هو الحمى فقط، ولم يعلموا أن كل حال تضر بالفعل فهي مرض، وكل مزاج مفرط يضر بالأفعال، فإن استفراغ الدم من الرحم بإفراط، أو من أفواه العروق، قد يضر ببعض الأفعال أو كلها (116) وربما أحدث الاستسقاء، PageVW2P035A وكذلك الصوم الطويل ربما أثار الحرارة وأحدث حمى نارية. وإزالة الأسباب التي من شأنها أن تحدث الأمراض هي من باب التقدم بالحفظ والحياطة (117). وإذا كان السبب الفاعل للمرض قد زال فإنما يبقى شفاء المرض فقط، وإذا كان في الحدوث ولما يحدث بكماله فالعلاج مركب من (118) التقدم بالحفظ ومن الشفاء، ولما كان هذا الصنف مركبا، جاز أن يسمى تارة التقدم بالحفظ، وتارة الشفاء، ولاسيما بالأغلب عليه.
[فصل رقم 48]
[aphorism]
قال أبقراط: إن البحران PageVW1P028B يأتي في الأمراض الحادة في أربعة عشر يوما.
[commentary]
قال عبد اللطيف: حال (119) البحران تغير (120) عظيم للمريض، إما إلى النجاة، وإما إلى العطب، وإما إلى حال هي أردأ، وإما إلى حال هي أفضل. والمرض الحاد بقول مطلق لا يتجاوز بحرانه العظيم أسبوعين، أعني أربعة عشر يوما، وقد يحدث بحرانه في دون هذا المقدار؛ وما ينقضي في أربعين يوما فقد يسمى مرضا حادا لا بقول مطلق بل بشريطة كما قال أبقراط في كتاب تقدمة المعرفة، فقال: قد (121) ينبغي أن تعلم أن لجودة التنفس قوة عظيمة جدا في الدلالة على السلامة في جميع الأمراض الحادة التي يكون معها حمى، PageVW3P038A ويأتي فيها البحران في أربعين يوما. واعلم أن المرض قد يبتدئ لينا ضعيفا ثم يشتد ويطبق فتتجاوز جملته أربعة عشر يوما، لكن اشتداده وحددته تكون أربعة عشر يوما وما دونها. وقد يبتديء قويا حادا ثم يعرض بحران ناقص يميل بالمرض إلى حال هي أفضل، ويلين مرضه، ثم يأتي بحرانه الكامل في الأربعين يوما فما دونها؛ ولكن إنما كانت حدة المرض وإطباقه أربعة عشر يوما فما دونها. فيتبين (122) لك PageVW0P032A من جميع ما قلنا صحة قول أبقراط أن الأمراض الحادة بقول مطلق إنما يأتي بحرانها في أربعة عشر يوما فما دونها. فإنه جعل الأسبوعين نهاية PageVW2P035B لا تحديدا، لأنه قد يكون في أقل منها كالتاسع والحادي عشر والسابع والرابع، ولكن لا يمكن أن يبقى مرض على حدته وهيجانه فوق أربعة عشر يوما، فإن زادت أيام (123) المرض على ذلك كان الزائد لينا، إما من أوله وإما من آخره، على أن بعض الأمراض تلين تارة وتحد (124) أخرى على غير ترتيب ولا نظام، ولكن لا تجاوز حدته أربعة عشر يوما. وأنت إذا تأملت جميع الأمراض الحادة المتصلة (125) الحدة (126)لم تجد فيها ما يتطاول اتصال حدته فوق أربعة عشر يوما، بل لابد أن يعرض له أحد التغايير الأربعة.
[فصل رقم 49]
[aphorism]
قال أبقراط: الرابع منذر بالسابع؛ وأول الأسبوع الثاني اليوم الثامن والمنذر اليوم (127) الحادي عشر لأنه الرابع من الأسبوع الثاني. واليوم السابع عشر أيضا يوم إنذار، لأنه الرابع من اليوم الرابع عشر، واليوم السابع من اليوم الحادي عشر.
अज्ञात पृष्ठ