156

قال أبقراط: إذا أصاب المطحول اختلاف دم فطال به، حدث به استسقاء أو زلق الأمعاء وهلك.

[commentary]

قال عبد اللطيف: المطحول هو الذي في طحاله صلابة مزمنة (254)، فإذا حدث به اختلاف الدم وكان على جهة استفراغ تلك الأخلاط السوداوية المتشبثة PageVW3P110A بجرم الطحال، ذهبت عنه تلك الصلابة وبرئ؛ فإن طال الاختلاف ودام وجاوز المقدار، نكى (255) الأمعاء بمروره فيها وهد (256) قوتها وأفسد مزاجها وحرارتها الغريزية فحدث زلق الأمعاء ثم حدث الاستسقاء لمشاركة (257) الكبد الأمعاء (258) بالعروق التي بينهما، فلذلك ينبغي أن يقدم الفصل المتأخر أو يؤخر هذا إليه وبالجملة يجمع بينهما.

[فصل رقم 307]

[aphorism]

قال أبقراط: من حدث به من (259) تقطير البول (260) القولنج المعروف بإيلاوس، فإنه يموت PageVW2P117A في سبعة أيام، إلا أن يحدث به حمى فيجري منه بول كثير.

[commentary]

قال عبد اللطيف: إن إيلاوس لا ينفذ معه شيء إلى أسفل البتة وإن استعمل من الحقن أحد ما يكون، ويحدث لصاحبه (261) قيء رجيعه (262) إذا أشرف على الهلاك. وقد اتفق الأطباء أن هذه العلة تكون عندما ينسد المجرى إلى أسفل، وأنها إنما تكون في الأمعاء الدقاق لا في الغلاظ. وإنما يكون ذلك من ورم أو سدة أو رجيع (263) يابس صلب يسد (264) المجرى. وجالينوس يذهب إلى أن الأولى في حدوث هذه العلة إنما هو ورم حار أو صلب أو دبيلة وأن الرطوبة الغليظة اللزجة لا يبلغ مقدارها أن تسد الأمعاء أصلا واستبعد (265) لذلك أيضا أن يكون ورم المثانة يزحم (266) المعا ويضيقه (267) حتى لا ينفذ منه شيء البتة. ومثل هذا الورم يلازمه الحمى، فكيف يقول أنها تحدث بعده. وبالجملة فإن جالينوس لا يرى صحة هذا الفصل، ويجعله من جملة ما افتعل، ويرى توجيهه بأن يكون السبب في هذه الأعراض أخلاطا نيئة غليظة لزجة، مع برد شديد، فإنه إذا عرضت له حمى انضجت هذه الأخلاط يجري (268) من البول شيء كثير بغتة.

[فصل رقم 308]

[aphorism]

अज्ञात पृष्ठ