शरह फुसुल अबूक्रात
شرح فصول أبقراط
शैलियों
[aphorism]
قال أبقراط: إنما ينبغي لك أن تستعمل الدواء والتحريك بعد أن ينضج المرض، فأما ما دام نيئا، أو (613) في أول المرض فلا ينبغي أن تستعمل ذلك إلا أن يكون المرض مهتاجا (614)، وليس يكاد يكون المرض في أكثر الأمر مهتاجا (615).
[commentary]
قال عبد اللطيف: أما الدواء فيراد به الدواء المسهل خاصة، والتحريك هو تحريك الطبيعة والأخلاط بالدواء المسهل والمقيء. وفي ذكر التحريك بعد ذكر الدواء تنبيه على فعل الدواء وعلى العلة في الامتناع (616) منه لأن الدواء يحرك الطبيعة، وإنما ينبغي أن يتعرض لتحريك الكيموس بعد نضجه وإمكانه وسلاسة انقياده للدواء المسهل. ونضج المرض هو فعل الطبيعة فيه فعلا محمودا وتهيئتها له للاستفراغ، ويتبين ذلك من التفسرة (617) ومن أشياء أخر. وقوله: "فأما (618) مادام المرض نيئا" أي لم ينضج ولم تفعل فيه الطبيعة فعلها المحمود، فهو غير منقاد (619) لفعل الدواء. وقوله: "أو في أول المرض" يريد بالأول هنا الثلاثة الأيام الأول (620) من ابتداء المرض، وهذا معنى غير معنى كونه نيئا، فإنه قد يبقى المرض نيئا أياما كثيرة وشهورا، ويسمى هذا الزمان كله زمان الابتداء بالمعنى الثالث. وأما قوله: أو في أول المرض؛ فيريد به المعنى الثاني من معاني الابتداء، وهو الثلاثة الأيام الأول. وقوله: "فلا ينبغي أن تستعمل ذلك" أي لا تستعمل الدواء والتحريك، وذلك يصلح أن يكون إشارة إلى اثنين فصاعدا، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى التحريك وحده فإنه أعم. وقوله: "إلا أن يكون المرض مهياجا" هذا استثناء من قوله: أو في أول المرض PageVW1P020B لا من قوله PageVW2P023B "نيئا" فإن النيء لا يكاد يكون معه اهتياجا، فأما أول المرض فقد يكون معه اهتياج. ولفظة (621) المهتاج للفاعل والمفعول به (622) جميعا بمنزلة المختار بقول (623): اختار الله فلانا، فالله مختار وفلان مختار، فاللفظ واحد والتقدير مختلف لأن أصل الكلمة إذا أريد بها اسم الفاعل مختير (624) بالكسر والمفعول مختير بالفتح. وكذلك مهتاج (625) أصله الكسر لأنه PageVW3P027B للفاعل وهو افتعل من الهيجان، يقول: اهتاج اهتياجا فهو مهتاج وأصله من هيجان النار واضطرابها ولهبانها (626)، ومنه يقال للحيوان المتحرك للسفاد (627) هائج ومهتاج لأن الشهوة نحو البضاع (628) شبيه بالنار (629) تقلقله وتزعجه (630) وترهقه، فكذلك الكيموسات ربما أقلقت المريض وأزعجته وآلمته بحركة قوية * وسالت من عضو إلى عضو فلم تدعه PageVW0P022B يستقر، وإذا كانت بهذه الحال (631) فينبغي أن يستفرغ في أول الحال. فأما متى كانت الكيموسات قارة راسخة في عضو من الأعضاء، فلا ينبغي أن تحرك بشيء من العلاج، ولا تستفرع بالدواء المسهل حتى تنضج، فحين إذن تكون الطبيعة معاونة لنا على استفراغها بل نحن معاونون لها على ذلك، فإن الطبيعة إذا أكملت (632) النضج ميزت الكيموسات ودفعت الفضل. وقوله: "وليس يكاد يكون المرض في أكثر الأمر مهتاجا" عرف بهذا القول أن الأمر الغالب على الأمراض ألا تستفرغ (633) في أولها حتى يقع النضج، وأن المرض المهتاج في أوله قليل الوقوع فالحاجة إلى الاستفراغ في أول المرض قلما تكون. وقوله (634): "ليس يكاد يكون المرض في أكثر الأمر" معناه بل يكاد يكون في أقل الأمر، لأن إيجاب هذا يكاد يكون في أكثر (635) الأمر * وسلبه ليس يكاد يكون في أكثر الأمر وإيجاب هذا يكاد يكون في أقل الأمر (636).
[فصل رقم 23]
[aphorism]
قال أبقراط: ليس ينبغي أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته، لكنه ينبغي أن يغتنم (637) الاستفراغ، مادام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي PageVW2P024A يستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة. وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي، وإنما ينبغي أن تفعل ذلك متى كان المريض محتملا له.
[commentary]
قال عبد اللطيف: لما ذكر الاستفراغ، وكيف يكون، ومتى يكون، وكيفية ما يستفرغ في الفصل الذي أوله: "في استطلاق البطن والقيء اللذين (638) يكونان طوعا" ذكر في هذا الفصل كمية ما يستفرغ فإنه إلى الآن لم يذكره. ولاينبغي أن يستدل على مقدار ما يستفرع وكميته من كثرته، فإنه قد يستفرغ مقدار كثير والحاجة (639) داعية إلى أكثر منه، وقد يستفرغ مقدار قليل والحاجة داعية إلى أقل منه. لكن ينبغي أن يستدل بعلامات، منها استقلال المريض بما يستفرغ، فإنه إن استفرغ (640) الكيموس PageVW3P 28A المؤذي وجد خفا PageVW1P021A وراحة، وإن استفرغ مع الشيء الخارج عن الطبيعة شيء طبيعي فإن المريض يسترخي ضرورة ويضعف، فلذلك لا ينبغي أن يلتفت إلى ظاهر المقدار المستفرغ. ومنها أن يكون الشيء الذي * يستفرغ هو الشيء الذي (641) ينبغي أن (642) يستفرغ. مثاله: أن تكون مادة المرض صفراوية فيكون ما يستفرغ صفراء، أو بلغميا PageVW0P023A فيستفرغ بلغما. قوله: "وحيث ينبغي فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي". معناه وحيث ينبغي المبالغة في الاستفراغ فليستعمل الاستفراغ حتى يعرض الغشي. وقوله: "وحيث ينبغي" يتعلق بقوله فليكن، معناه فليكن الاستفراغ حتى يعرض الغشي حيث ينبغي ذلك الاستفراغ، وفاعل ينبغي هو ضميره. وينبغي أن يفسر (643) الغشي المعتبر في هذا الاستفراغ، فإنا لا نعني الغشي العارض عن جبن (644) المفصود (645) عند رؤية الدم، ولا الغشي العارض عن خلط لذاع في فم المعدة يجلب (646) في (647) وقت العلاج أو قبله، فليس هذه الأصناف من الغشي بحد للمقدار (648) الكافي من الاستفراغ، لأنها قد تكون قبل بلوغ المقدار الكافي. وقد يعرض الغشي لبعض المحمومين PageVW2P024B بسبب انتصابه (649) ونهوضه، وبسبب عارض نفساني من غضب وحرد وغير ذلك، وإنما نعني هاهنا الغشي الكائن بسبب (650) الاستفراغ خاصة لا بسبب آخر. ويكون هذا الاستفراغ في الأورام الحارة التي هي في غاية العظم، وفي الحميات المحرقة جدا، وفي الأوجاع الشديدة المفرطة بشرط أن تكون القوة قوية. وجالينوس قد جرب ذلك (651) مرارا لا تحصى فوجده عظيم (652) النفع ولم يجد علاجا أبلغ منه، وذلك أنه كان يفصد (653) في الحمى المفرطة الحرارة حتى يعرض الغشي فيبرد البدن كله على المكان وتطفأ الحمى دفعة ويستطلق البطن ويدر العرق كثيرا، فبعضهم يسكن مرضه سكونا تاما، وبعضهم ينتفع به منفعة عظيمة وتنكسر عادية المرض. قال: ولا اعلم في الأوجاع الشديدة المفرطة علاجا أقوى وأبلغ من الاستفراغ حتى يعرض الغشي، بعد أن نحدد ونعلم هل ينبغي أن يفصد أو يستعمل PageVW3P028B الإسهال.
[فصل رقم 24]
अज्ञात पृष्ठ