Sharh Fath al-Majid by al-Ghunayman
شرح فتح المجيد للغنيمان
शैलियों
الحقوق العشرة في قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا)
قال الشارح ﵀: [قال العماد ابن كثير ﵀ في هذه الآية: يأمر الله تعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له؛ فإنه الخالق الرازق المتفضل على خلقه في جميع الحالات، وهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئًا من مخلوقاته.
انتهى.
وهذه الآية هي التي تسمى آية الحقوق العشرة].
الحقوق العشرة هي: الأول: حق الله: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء:٣٦].
الثاني: حق الوالدين: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء:٣٦].
الثالث: الوصية بذي القربى: ﴿وَبِذِي الْقُرْبَى﴾ [النساء:٣٦].
الرابع: الوصية باليتامى: بأن يحسن إليهم، ويحفظ مالهم ويقوم عليه بالمصالح التي تصلحه وتنميه، ولا يقربه إلا بالتي هي أحسن كما سيأتي.
الخامس والسادس: الوصية بالجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب، فذو القربى هو: الذي بينك وبينه قرابة نسب أو صلة الإسلام.
والجار الجنب هو: الذي يكون بجنبك ولو لم يكن من المسلمين، فعليك أن تحترم جواره وتحسن إليه ولا تؤذيه وتبذل نفعك له.
الثامن: الوصية بالمساكين.
والمساكين: هم الفقراء.
التاسع: الوصية بابن السبيل.
العاشر: الوصية بملك اليمين، وكذلك الإحسان إلى الخلق جمعيًا، فإذا كان أخ لك أحببت له النصح والإرشاد، وتود له ما توده لنفسك، وإن كان غير ذلك فتدعوه إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإذا احتاج الأمر إلى مجادلة فجادله بالتي هي أحسن، ليس بالشيء الحسن، وإنما بالتي هي أحسن، حتى يكون هذا أدعى لقبوله الحق؛ لأن المقصود من الدعوة نفع الخلق وبراءة الذمة والقيام بأمر الله جل وعلا، فالله جل وعلا يقول لنبيه ﷺ -وأمته تبع له بلا شك-: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف:١٠٨]، فأتباع الرسول لابد أن يكون لهم نصيب من هديه ومن مسلكه ودعوته، وإلا فكيف يكون أحدهم من أتباعه وهو لا يقوم بما كان يقوم به الرسول ﷺ.
6 / 3