***166]
تنبيه للمستبصرين وتيقظ للراقدين
واعلم هداك الله إلى طرق أسمائه وتجلى على قلبك بصفاته وأسمائه أن الأعيان الموجودة الخارجية ظل الأعيان الثابته في الحضرة العلمية، وهي ظل الأسماء الإلهية الحاصلة بالحب الذاتي من حضرة الجمع وطلب ظهور مفاتيح الغيب بالفيض الأقدس في الحضرة العلمية وبالفيض المقدس في النشأة العينية، والفيض الأقدس أشمل من الفيض المقدس، لتعلقه بالممكنات والممتنعات، فإن الأعيان منها ممكن ومنها ممتنع. والممتنع منه فرضي كشريك الباري واجتماع النقيضين، ومنه حقيقي كصور الأسماء المستأثرة لنفسه. كما قال الشيخ في الفتوحات:
وأما الأسماء الخارجية عن الخلق والنسب فلا يعلمها إلا هو لأنه لا تعلق لها بالأكوان. انتهى كلامه.
فما كان قابلا في الحضرة العلمية للوجود الخارجي تعلق به الفيض المقدس. وما لا يكون قابلا لم يتعلق به، إما لعلو الممتنع وعدم الدخول تحت الإسم الظاهر، وإما لقصور وبطلان ذاته وعدم قابليته، فإن القابل من حضرة الجمع فعدم تعلق القدرة بالممتنعات العرفية والذوات الباطلة من جهة عدم قابليتها لا عدم القدرة عليها وعجز الفاعل عن إيجادها تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
قال السيد المحقق الداماد والسند الممجد الأستاد ذو الرياستين العلمية والعملية أستاد الكل في الكل رضي الله تعالى عنه وجزاه الله عن أولياء الحكمة والمعرفة أفضل الجزاء، في القبسات: "إنما مصحح المقدورية ومناط صحة الوقوع تحت سلطان تعلق القدرة الربوبية الوجوبية هو طباع الإمكان الذاتي. فكل ممكن بالذات فإنه في سلسلة الإستناد منتهى إلى الباري القيوم الواجب بالذات جل سلطانه، ومستند هو وجميع ما يتوقف وجوده عليه من الممكنات في السلسلة الطولية إليه سبحانه. ثم قال: وهو الخلاق على الإطلاق لكل ذي سبب بقاطبة علله وأسبابه، إذ لا يخرج شيء مما تتصوره في سلسلة الفاقة الإمكانية عن علمه وإرادته وصنعه وقدرته تعالى كبريائه. فإذن قد بان واستبان أن عدم تعلق القدرة الحقة الوجوبية بالممتنعات الذاتية من جهة المفروض مقدورا عليه إذ لا حقيقة ولا شيئية له بوجه من الوجوه أصلا لا من جهة نقصان القدرة وعجزها. فهذا سر ما تسمعهم يقولون: الإمكان مصحح المقدورية لا مصحح القادرية. فالمحال غير مقدور عليه بحسب نفسه الباطلة، لا أنه معجوز عنه بالنسبة إلى القدرة الحقه، فإن بين التعبيرين بل بين المفهومين المعبر عنهما ***167]
पृष्ठ 137